كانت دموع الدكتورة سهام قويدر ابنة " أم سهام " عمارية بلال غزيرة جدا و هي تستمع إلى شهادات أصدقاء والدتها بحضور عمتها السيدة حورية قدور، مما جعلها تصرح أمام الجميع أنها جد فخورة بوالدتها التي كانت رفيقتها و صديقتها في كل الأوقات أكثر من أم و فراقها ترك فراغا في حياتها لكن حب أصدقائها جعلها تدرك أن والدتها أم سهام ستبقى حية في قلوب محبيها . لقد صرحت لنا ابنة الفقيد انها سعيدة رغم الحزن العميق الذي تشعر به بسبب ما سمعته من شهادات حية عن والدتها ، مبرزة أنها عرفت الكثير من صفات تعرفها عن والدتها لكن زادت معرفتها من خلال ما قيل عنها من قبل الدكاترة و الأدباء الذين جاؤوا إلى تأبينية والدتها الراحلة . الشاعرة نصيرة بن ساسي صديقة المرحومة التي أتحفت الحضور بمقاطع من الديوان الشعري لأم سهام و الذي يحمل عنوان "ومضات أطفال غزة"، كانت متأثرة جدا بفقدان رفيقة دربها التي كانت تعرفت عليها في سنوات الثمانينات و أخذت منها النصيحة و كانت تجمعها بها محبة قوية ، و صرحت لنا أن الفقيدة كانت حضنا للإنسانية و بيت للجود و الكرم. فعلا من منا لم تأخذه أم سهام بسيارتها أو عرضت عليه مساعدتها أو طلبت منه الاستماع إلى أشعارها الرائعة . تحدث المدير العام السيد محمد عالم بقلب الشاعر و الإنسان و الصديق عن الراحلة أم سهام الذي عرفها من سنوات الثمانينات من القرن الماضي عندما كان إطارا بمديرية الثقافة و تحدث عن إصرارها على الإبداع و الكتابة و إهدائها لشخصه ديوان "الرصيف البيروتي" و هي في السن الأربعين من عمرها، و تحدث عن الزمن الجميل من خلال حصة " دنيا الأدب" الذي كانت تبث على أمواج أثير الإذاعة الوطنية و تتصدر المشهد الثقافي حيث ساهمت الفقيدة في تشجيع الشباب الموهوب. مغرمة بالفعل الأدبي أكثر من غرامها بفلذات أكبادها الدكتور محمد البشير بويجرة الذي عرف المرحومة أم سهام منذ أكثر من 41 سنة أرخ لصداقة متينة مبنية على الاحترام و حب الإبداع مبرزا لابنتها خصال والدتها و ضرورة الافتخار بها كأم و أديبة تركت وراءها زادا معرفيا رائعا في المشهد الأدبي الجزائري و العربي ، خاصة و أن أم سهام حسب حديثه المشجون بالمحبة أنها كانت مغرمة بالفعل الأدبي في القصة و الشعر أكثر من فلذات أكبادها و هذا يحسب لها خاصة و أنها كانت تناضل من اجل ترسيخ أسس قوية للثقافة الجزائرية و هي بصمة للعباقرة معرجا عن نشاطها المكثف عندما كان الدكتور بويجرة رئيسا لاتحاد الكتاب الجزائريين و المترجمين بوهران رفقة كوكبة كبيرة من الأسماء مثل علولة عبد القادر، عمار يزلي ، في سنوات الثمانينات لتواصل أم سهام مبادراتها في تنظيم الأمسيات مع مرحلة أخرى خلال سنة 1999 أين تم تكوين النواة الأولى لمكتب الاتحاد من جديد رفقة الدكتور بوزيد بومدين و كانت شعلة حقيقة للنشاط ساهمت فيها من خلال النشاطات التي كانت تقام بقاعة سويح الهواري . لقد تركت أم سهام الكثير من الكتب في عدة اختصاصات أدبية و شعرية إضافة إلى مقالات أكاديمية هامة و هذا ما جعل الدكتورة سعاد بسناسي عميدة كلية الآداب و الفنون بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة و مدير مخبر اللهجات و معالجة الكلام أن تفتح المجال أمام الدارسين من أجل العمل المشترك من أجل تجسيد مشروع خاص بدارسة أعمال الشاعرة المرحومة و فتح المجال أمام الجميع من أجل تقديم فكرة أو رأي من أجل الوصول إلى تجسيد مشروع يخدم الأجيال القادمة و يتعرفون على ما تركته أم سهام من زاد معرفي. أما الدكتور محمد داود فلقد لقبها بمناضلة الثقافة خاصة و أنها كانت حلقة وصل بين الجامعة و الإعلام من خلال النادي الأدبي و شاركت في جميع المهرجانات و الملتقيات و كانت تتراسل مع الشاعر " نزار القباني" و أعطت الكثير للأدب الجزائري كشاعرة، وقاصة و ناقدة، و كرائدة من رواد الصحافة الأدبية من خلال النادي الأدبي لجريدة الجمهورية ، و البرنامج الإذاعي "دنيا الأدب" . حب أم سهام جعل الشاعرة نادية العياطي تأتي من تلمسان لتشارك عائلة الجمهورية هذه الوقفة التكريمية للمرحومة ، وتأسفت لأنها لم تحقق رغبة أم سهام في تنظيم أمسية شعرية بتلمسان واعدة أنها ستنظمها حتى لو تطلب الأمر في بيتها العائلي . أما محمود بوزيد فعيونه كانت تبحث عن الزمن الجميل و نشاطات التي كانت تشارك فيها الراحلة بمكتب بختي بن عودة و تنشيطها للأمسيات و شغفها للشعر . لقد كان الجو مفعما بالحزن مرة و بالفخر مرة أخرى بما قدمته الراحلة أم سهام من خلال ما قدمه الحضور عن شخصيتها و نضالها من أجل تأسيس لفعل ثقافي و كان دعاء الجميل من قبل الدكتور بوشيخي الشيخ رائعا جدا جعل القاعة تترحم على أم سهام و الذي تميزت بحضور الأستاذة بشرى صالحي ، السيدة بختة قوادري ، الدكتورة سعاد بسناسي، فايزة حدادي، و الأساتذة أحمد بلغالية ، سناء الزاوي، كريم عطلي، عباس بن مسعود و السيدة عسلاوي ، و عدة ضيوف جاؤوا من عدة ولايات منها تلمسان، معسكر، غليزان و مستغانم مثل، رابح إيصافي، محمد مخفي، و غيرهم لمشاركة أسرة الجمهورية فقدان المرحومة أم سهام أحد المساهمين في ازدهار الجريدة من خلال مساهمتها الجادة في تطوير النادي الأدبي رفقة المرحوم بلقاسم بن عبد الله.