كان على أحدٍ أن يختارني كي أشعر بقيمتي من جديد، لكن لم يخترني أحد، ولم يختر أحد الوقوف بجانبي، فوجدتني مجبرة على المشي رفقة مخاوفي، ورفقة كلِّ شيءٍ مبعثرٍ بداخلي، ما هو أصعب من الوجع....هو أن تعيش انكسارك في وحدة موحشة، هو أن تموت كلّ العلاقات التي كوّنتها في موقفٍ واحد، ولحظةٍ واحدة، هو أن تقتل اللامبالاة مشاعرك الجميلة، هو أن يُنهي عدم الاهتمام وجود كلّ شخصٍ كنت تراه رائعا بداخلك. إنّ الخيبة كهف مظلم وبارد.... الخيبة مؤلمة جدا، لكن ما يؤلم أكثر...أنّ من اخترته لم يخترك، ثم إلى أين؟، إلى أين بقلبٍ تائهٍ في كل شيء؟، إلى أين؟، الوجهة وإن لم تكن واضحة، إلاّ أنّ المسار والمسير وكل الخطوات ستؤدي بك إليك، نحو أن تكتشف ذاتك من جديد، رغم انكسارها، وخيبتها، وبشاعتها، ستجد نفسك رغم عدم التوازن، وبريق الحزن في عينيك، تتجه إليك، لتحبك وتقدرك، ستجد نفسك تختار الأصعب...تختار عدم الموت على قيد الحياة، ذلك ليقين بداخلك بأنّ هناك في الغيب شيء جميل يستحق أن تقاتل من أجله. ستجد نفسك ترفض أن تنتهي تحت رحمة الظروف... ترفض أن تموت على يد أشخاصٍ أحببتهم ولم يقدروا روعة مشاعرك اتجاههم.... ترفض أن تبكي على من كان يعلم أنّ الزمان أذاقك مُرًّا، ولم يبادر برسالة يطمئن فيها عليك، أو باتصال يحتويك به. ترفض أن تكون ذلك الضحية، الضعيف، البائس، الذي تعثّر يوما فسقط وانتهى، وتساقط الأشخاص من حوله كأوراق الخريف في أوّل موقف. ستجد نفسك تجدّف بكل ما بقي لك من قوّة لتصل إليك، وتمنح لنفسك الأفضل.