بدأت بلدية زيامة منصورية السياحية الواقعة بولاية جيجل تلتحق بركب التنمية شيئا فشيئا، بالرغم من أنها متأخرة في تجسيد بعض الضروريات على أرض الواقع، بما فيها شق الطرقات، إنجاز شبكات الصرف الصحي، ناهيك عن تغطية البلدية بالكهرباء بنسبة مائة بالمائة... وفي ذات الشأن ومن خلال الزيارة الإستطلاعية التي قادتنا إلى ذات البلدية كان لنا لقاء مع رئيس المجلس الشعبي البلدي لزيامة منصورية السيد حميرون عبد الله، الذي أعطى لنا تفاصيلا أكثر حول الخطوات التي أضحت تسير عليها بلديته متجهة ذلك نحو التقدم لتتحول خلال السنوات المقبلة إلى قطب سياحي هام في الحوض الأبيض المتوسط، لأنها في حقيقة الأمر ومن منطلق الكنوز الطبيعية التي تزخر بها كان من المفروض على السلطات المعنية أن تخصص لها ميزانية ضخمة لتحوّلها في فترة وجيزة إلى جنّة حقيقية تستفيد منها الولاية بالدرجة الأولى نتيجة الإستثمارات المختلفة ، التي تقضي على شبح البطالة الذي يطارد أبناءها وهذا هو نص الحوار الذي أجريناه مع رئيس بلدية زيامة منصورية السيد حميرون عبد الله. ❊ الجمهورية: في البداية نرحب بكم سيدي على صفحات جريدة »الجمهورية«العريقة . رئيس م .ش. ب: وأنا من جهتي أقدم لكم الشكر الجزيل على إعطائي الفرصة للحديث عن بلدية زيامة منصورية المضيافة، لا سيما فيما يخص مجال التنمية. ❊ الجمهورية: تزخر بلدية زيامة منصورية بمؤهلات طبيعية تسمح لها بأن تكون قطبا سياحيا هاما في الحوض الأبيض المتوسط، _إلا _أنها بعيدة كل البعد عن ذلك، أو بالأحرى متأخرة عن ركب التنمية، والدليل على ذلك غياب المرافق السياحية التي قد تترجم الصورة الطبيعية للمنطقة، ما رأيكم في ذلك؟ رئيس م. ش. ب: فيما يخص هذه النقطة بالذات وبصفتي رئيس البلدية، فأنا أؤكد أن المناطق السياحية لم تعرف إلى حدّ يومنا هذا تطورا قويا ومحسوسا، إلا أنه توجد بعض المشاريع التي دخلت حيّز الخدمة وكمثال عن ذلك نذكر نزل ب 150 غرفة هذا الأخير الذي يشهد في الوقت الراهن أشغال توسيع ، بالإضافة إلى فندقين صغيرين مستغلين كذلك بالمنطقة الغربية ، وناهيك عن ذلك تعتمد البلدية على مخيّمات على مستوى الشريط الساحلي، ولعلمكم أن هذه المخيّمات تستغل خلال موسم الإصطياف ، وحتى في سائر الأيام الأخرى، وما تجدر الإشارة إليه أن بلدية زيامة منصورية تحتضن أربع (4) مناطق سياحية ذات بعد عالمي من حيث الإستثمار، وقد ظهر ذلك من خلال إهتمام المستثمرين بذات البلدية وبمناطقها السياحية ، كما ستشهد إستثمارا كبيرا في المدى القصير إن شاء الله. وفي ذات الشأن دائما إستفادت بلديتنا من إنجاز واجهة بحرية تشارف الأشغال بها على النهاية ولعلمكم أن هذه الواجهة تلعب دورين هامين أولهما يتمثل في حماية الجرف والمدينة زيادة على كونها ستخلق فضاء تجاريا وذلك إبتداء من الميناء إلى غاية محطة المياه الكائنة بالغنصة. ❊ الجمهورية: وهل من إستثمار أجنبي سياحي في الأفق؟ رئيس م. ش. ب: منذ أن توليت منصب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية زيامة منصورية ، كان لي الشرف أن أستقبل العديد من الوفود الأجنبية بمن فيهم سفراء وقناصل بعض البلدان بالجزائر، وقد كانت لنا الفرصة لعرض مؤهلات وإمكانيات الإستثمار التي تقدمها بلديتنا في مجال السياحة، الفلاحة وكذلك الصيد البحري. ❊ الجمهورية: بالرغم من نقص الهياكل السياحية إلا أن بلديتكم باتت في الوقت الراهن مقصد العديد من المصطافين الذين أضحوا يتوافدون عليها من مختلف جهات الوطن، الأمر الذي ينعكس سلبا عليها في نفس الوقت، وذلك من خلال النقص الكبير الذي تشهده من حيث غياب ونقص اليد العاملة ، بينما تشهد سائر الأيام الأخرى إرتفاعا محسوسا في نسبة البطالة، فهل التشغيل بذات البلدية موسمي أم ماذا؟ رئيس م. ش.ب: بلدية زيامة منصورية ذات طابع مزدوج سياحي وفلاحي في آن واحد وبالتالي ولدى إنتهاء موسم الإصطياف فإن نسبة البطالة تبقى محسوسة نوعا ما وتتراوح ما بين 7٪ و9٪ وبطبيعة الحال فنحن نسجل عجزا في اليد العاملة خلال فصل الصيف، وهو الأمر الذي يدل على توافد عدد كبير من المصطافين والزوار على البلدية خلال هذا الموسم، وبفضل مجهودات الدولة وخصوصا برنامج رئيس الجمهورية المفضي إلى إنجاز 100 محل مهني على مستوى كل بلدية فضلا عن التدعيمات والمساعدات التي أضحت تقدمها أجهزة ووكالات التشغيل فإن نسبة البطالة بدأت تتقلص شيئا فشيئا، وسيتم القضاء عليها نهائيا، خصوصا مع فتح الفنادق والمطاعم ... إلى غير ذلك. ❊ الجمهورية: بما أن البلدية تعتمد على قطاعين هامين واللذين يتمثلان في الصيد البحري والسياحة، فلماذا لا تستغلون هذه الإمكانات لتكوين الشباب في كلا المجالين وبالتالي تدمجونهم في عالم الشغل وذلك بطبيعة الحال بواسطة تدعيمهم؟ رئيس م. ش.ب: نعم فيما يخص الصيد البحري فبلدية زيامة منصورية لها مركز تكوين يشمل جميع التخصصات، بما فيها الصيد البحري، وهؤلاء الشباب لهم فرصتين للتكوين سواء بمركز التكوين أو لدى أرباب العمل، وفي كلتا الحالتين يستفيد الشاب المكوّن من شهادة تأهيلية تسمح له باقتحام عالم الشغل من بابه الواسع، لأنه يقبل على إمتحانين أولهما تطبيقي والثاني نظري، وفي هذا المضمار أعلمكم بأن هناك عدة شباب قد تمّت عملية تكوينهم واستفادوا من دعم الدولة من خلال أجهزة التشغيل. ❊ الجمهورية: بلدية زيامة منصورية بحاجة إلى توفير الشبكات القاعدية لسكانها وقاصديها، لا سيما إذا ما تعلق الأمر بالكهرباء، خصوصا وأن هناك بعض السكان من يعانون من ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وغياب الإنارة في بعض الأحيان ، فأين الحل؟ رئيس م. ش.ب: فيما يخص هذه النقطة لا يخفى على الجميع أنه في البلدية ومنذ تنصيب مجلسنا الشعبي البلدي سبق لنا وأن برمجنا عدة مشاريع خاصة بتجديد الإنارة العمومية، بحيث تم عصرنة 5 كلم ونحن بصدد إتمام بقية الشبكات الأخرى الخاصة بالإنارة ، وفيما يخص الإضطرابات التي تشهدها بعض المناطق ، فهذا بطبيعة الحال راجع إلى ضعف المحوّلات التي تحتضنها البلدية في الوقت الراهن، وللقضاء على المشكل قامت بلديتنا رفقة شركة سونلغاز ببرمجة عملية إنجاز 3 محوّلات كهربائية وذلك بغية الحدّ من ظاهرة الإضطرابات التي باتت تشكل هاجسا لدى سكان المنطقة ، علما أن ضغط هذه المحوّلات يتراوح ما بين 160 و400 كيلو واط ساعي، وما يجدر تنبيهكم به أن منطقتا تازة والشريعة الجبليتان مغطيتان بنسبة كبيرة بالكهرباء. ❊ الجمهورية: وماذا عن شق الطرقات وتحديثها؟ رئيس م.ش.ب: لقد قامت البلدية بتحديث الطريق الوطني رقم 43 الذي بلغ طوله 15 كلم وذلك في المدة الأخيرة، هذا ناهيك عن إنجاز نفق واحد الذي يٌعد الأول من نوعه على المستوى الإفريقي كذلك لدينا مشروع يتمثل في تهيئة الطريق الوطني الذي يربط زيامة بإراڤن وهذا على مسافة 31 كلم، وذلك بغية تشجيع السكان للعودة إلى قراهم بعد أن تركوها خلال العشرية السوداء. * الجمهورية: حسبما لاحظناه أن البلدية لاتعاني من مشكل المواصلات، إلاّ أنّها باتت تفكر في إنجاز مشروع التيليفيريك فما الهدف من ذلك إذن؟ * رئيس م. ش. ب: لا علاقة لمشروع التيليفيريك بقطاع النقل، لأنّه خاصا بالقطاع السياحي فقط وترقية البلدية، بحيث سيتم إنجاز مدينة سياحية بجبل البرق الذّي يتربع على مساحة تقدر ب 300 هكتار، وبالتالي فالتيليفريك يربط جبل البرق بمدينة زيامة. * الجمهورية: لايزال تمويل السكان بالمياه الشروب ناقصا نوعا ما، ويظهر ذلك جلّيا من خلال توافد المصطافين، فهل ستبقى هذه الظاهرة السيناريو الذي يكرّر نفسه سنويا؟ * رئيس م . ش. ب: نعم لدينا مشكل كبير يتمثل في نقص منشآت تخزين المياه وخاصة خلال موسم الإصطياف، أين تشهد البلدية إضطرابات كبيرة تتمثل في عدم تغطية حاجيات السكان. وبالتالي وخلال السنة المقبلة 2012 سيتم تسجيل عملية لإعادة تأهيل شبكة توزيع المياه، هذا فضلا عن إنجاز 3 خزانات ذات سعة 1000 م3 لكلّ واحد منها، وهذا بكل من منطقة بوبلاطن هذه الأخيرة التّي شهدت في الآونة الأخيرة تنمية محسوسة، بحيث إستفادت من 300 سكن إجتماعي، زيادة على مستشفى ذو قدرة إستيعاب 60 سريرا وكذلك المنطقة السياحية التي يتم التخمين في إنجازها بذات المنطقة، هذا بالإضافة إلى منطقتي تازة ودار الواد. * الجمهورية: يعتبر المجال الصحي من الضروريات التي ينبغي على بلدية شوبا أن تتوفر عليها، خصوصا مع المجهودات التي تبذلها الدولة في هذا المجال، إلا أن المواطن لايزال يعاني في هذا الشأن خصوصا وأن المنطقة تبعد عن بلدية جيجل بحوالي 40 كلم ونفس الأمر بالنسبة لولاية بجاية، فمتى ستتحرك عجلة التنمية بالنسبة لهذا القطاع؟ وهل من مشاريع في هذا المضمار؟ * رئيس م. ش. ب: بالنسبة لقطاع الصحة فبلديتنا تعاني من مشكل واحد فقط يتمثل في كوننا نمتلك عيادة توليد، مجهزّة عن آخرها،إلاّ أنّ اليد العاملة المؤهلة بها غائبة خصوصا بالنسبة للقابلات، وللقضاء على المشكل فإنّه تمّ في الآونة الأخيرة تكوين عدد من القابلات على مستوى مدارس التكوين الشبه الطبية والدفعة الأولى ستتخرّج خلال 7 أو 8 أشهر كما أعلمكم بأننا لا نعاني عجزا من ناحية الوحدات الصحية هذه الأخيرة التي تتمركز بكل من بوبلاطن، وزيامة وسط وكذلك منطقة تازة، هذا كما تضم بلدية زيامة عيادة متعددة الخدمات، مفتوحة لإستقبال المواطنين 24 ساعة على 24، وبالتالي فنحن مرتاحين من ناحية هذا القطاع، لاسيما وأنّها استفادت مؤخرا من مشروع إنجاز مستشفى بقدرة إستيعاب تقدر ب 60 سريرا بمنطقة بوبلاطن، وهو قيد الدراسة حاليا، وسيتم الإنطلاق في الأشغال بعد المصادقة عليه من طرف الجهات الوصية. * الجمهورية: لننتقل إلى قطاع السكن، فبلدية زيامة تحتوي على سكنات هشة يحتاج أصحابها إلى ترحيل عاجل، هذا على غرار حي الطرشة ووادي تازة، وكذلك المحتشد والذّي تشارفون على الوصول إلى حلّ لإعادة إسكان أصحابه، فهل من مشاريع سكنية جديدة؟ * رئيس م. ش. ب: لقد أحصت البلدية منذ سنة 2007، 347 سكن هش، ولحد الساعة قامت البلدية بتهديم ما يقارب 78 سكنا من هذا النّوع، فضلا عن ذلك قامت مصالحنا بإعادة إسكان 68 عائلة، أما البقية وأخص بالذكر القاطنون بحي الطرشة، فقد سجلنا به 153 سكن هش، وقد قامت البلدية في ذات الشأن بدراسة إعادة الهيكلة لحي الطرشة، أين تمّ إقتراح حلين أوّلهما يتمثل في البقاء بعين المكان، وذلك بوضع القطع الأرضية تحت تصرف المواطنين بالإضافة إلى إمدادهم بإعانات مالية قصد إنهاء مشاريعهم السكنية هذه الأخيرة التي ينبغي أن تتوفر على الشروط التقنية التي تفرضها البلدية، كما تمت برمجة عملية إنجاز 300 وحدة سكنية بمنطقة بوبلاطن وذلك أيضا بغية القضاء على السكن الهش وحلّ مشكل حي الطرشة وبعض الجهات الأخرى، كما يجدر علمكم بأنّ منطقة أزيرو تحتضن 23 مسكنا هشا. وللعلم أن بلديتنا استفادت من 751 وحدة سكنية، من بينها 478 سكن من الصنف الإجتماعي، و200 سكن ترقوي مدعم، بالإضافة الى 73 سكنا ريفيا. * الجمهورية: لماذا لاتهتم الجهات المسؤولة بالجانب الفلاحي بمنطقة زيامة؟ * رئيس م. ش.ب: إنّ السّلطات المحليّة تهتم بكّل القطاعات، وبلدية زيامة تعتمد على الفلاحة الجبلية وهي تتمركز على مستوى القرى التّي هجرها سكانها، وبالتالي فعملية إعادة السكان إلى سكناتهم، بدأت تعرف تحرّكا إيجابيا نوعا ما، وسينعكس ذلك على الفلاحة الجبلية بطبيعة الحال مع الرجوع النهائي للفلاحين والذّي سيتم خلال الخمس سنوات المقبلة إن شاء اللّه، وقد تمّ تسجيل برامج تنموية بكلّ من منطقتي الشريعة وأولاد علي. وللإشارة أنه تم تسجيل رغبة كبيرة لدى الفلاحين للعودة إلى قراهم. *الجمهورية: أين وصلت عملية ربط السكان بالغاز الطبيعي؟ * رئيس م. ش. ب: لحد الآن تمّ ربط 80٪ من المواطنين بالغاز الطبيعي والذّين لم يستفيدوا منه لحدّ الآن نظرا للمشاكل التّي تواجه في الوقت الراهن شركة الإنجاز ومديرية المناجم بولاية بجاية مع ملاك الأراضي الذّين لم يرغبوا في أن تمرّ عبر أراضيهم الأنابيب ونفس الأمر بالنسبة لسكان زيامة منصورية ونحن الآن بصدد التفاوض معهم للوصول إلى حلّ لتفادي التأخر، ولعلمكم أنّه تمّ برمجة منطقتي الشريعة وتازة لربطهما كذلك بالغاز الطبيعي وإنطلاقا من منطقة العوانة وهذا على المدى القريب. * الجمهورية: ما رأيكم في تسيير البلديات؟ * رئيس م. ش. ب: لكي يكون التسيير إيجابيا سواء بالبلديات أو مختلف الإدارات فأولا ينبغي أن تكون هناك ثقة في المسؤول من طرف كلّ من حوله سواء من طرف الإدارة أو المنتخبين وثانيا يلزم على المسؤول تسيير الشؤون بطريقة ديمقراطية وثالثا، ينبغي أن يكون التسيير ثنائيا وهنا أقصد المجتمع المدني، هذا الأخير الذي ينبغي أن يكون على علم بما يدور بالإدارة أما النقطة الرابعة فتتمثل في إعادة الدولة النظر في بعض الأمور خصوصا ما يتعلق برفع التجريم عن المسؤول هذا الأخير الذي بات يدرس القرار مئات أو حتى آلاف المرّات خوفا من انعاكاساته عليه. * الجمهورية: وماذا عن إدماج المرأة في عالم الشغل والإهتمام بانشغالاتها ببلديتكم؟ * رئيس م. ش.ب: عملا بالعادات والتقاليد أعطينا للمرأة مكانة تساوي مكانة الرجل، وينبغي على السلطات العمومية إعطاء المكانة اللازمة للمرأة أينما كانت،كما يجب علينا أن نعمل جاهدا لترقية المرأة بالإدارات والمجالس لأن الدستور أعطى لها حقوقا وواجبات، والمرأة هنا بزيامة منصورية تحظى بنفس المقاييس مثلها مثل الرّجل. * الجمهورية: كلمة أخيرة... من فضلكم * رئيس م. ش.ب : أشكر جريدة الجمهورية على هذه الفرصة التي أعطتني إياها، ومن جهة أخرى أتمنى لبلادي الجزائر، وبلاد الحريات والديمقراطية كلّ الخير ومزيدا من التقدم إن شاء اللهّ، أما فيما يخص بلدية زيامة منصورية فبودي أن أشكر سكانها على الثقة التّي وضعوها فيّ، كما أفيدهم علما من خلالكم أنني سأعمل جاهدا لأكون في المستوى المطلوب.