تعتبر كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2021 المؤجلة إلى 2022 والجارية بالكاميرون من 9 جانفي إلى 6 فيفري من أسوأ الطبعات على عدة مستويات، نظرا للظروف التي احاطت وتحيط بها سواء من حيث جاهزية المنشآت أو توقيت المباريات الذي اشتكت منه عدة منتخبات أو تأخر وصول اللاعبين أو حتى انتشار فيروس كورونا الذي زاد الطينة بلة، والمنتخب الوطني هو أحد الفرق التي تأثرت كثيرا من هذه الظروف، على غرار المناخ وأرضية الميدان والفيروس. فمنذ انطلاق تحضيرات "الخضر" للكان بقطر شهر ديسمبر الفارط لم تجتمع كل ظروف النجاح بداية بالوصول المتأخر للعناصر الوطنية إلى تربص قطر وإصابة بعض اللاعبين بفيروس كورونا الذي أجل التحاقهم مثل بن عيادة وتوقاي وبلايلي، وإلغاء المباراة الودية التي كانت مبرمجة أمام غامبيا بداعي إصابة عدة لاعبين غامبيين بالفيروس، ووصولا إلى التوقيت الذي أجريت فيه مباراة "الخضر" مع سيراليون والذي جعل رفقاء محرز يعجزون عن الوصول إلى الشباك وأرضية الميدان الكارثية والتي تعتبر الأسوأ من بين الملاعب المحتضنة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2021 ، حيث تسببت في تضييع عدة فرص على المنتخب الوطني، في حين استفادت منتخبات أخرى من أحسن الأرضيات على غرار الكاميرون ونيجيريا ومصر والمغرب، في نقطة استفهام كبيرة. فالمنتخب الوطني حامل اللقب القاري والذي أصبح مستهدفا من الجميع، لا يواجه نظرائه من المنافسين فحسب خلال هذه "الكان" بل يواجه عقبات أخرى بات مجبرا على التعامل معها كأرضية الميدان التي رفضت "الكاف" تغييرها رغم توفرها على ملاعب أخرى، وأيضا التحكيم المثير للجدل والذي كان قاسيا في قراراته خلال مباراتي سيراليون وغينيا الإستوائية، في نقطة استفهام أخرى. عناصر واعدة خيبت وبلايلي يصنع الإستثناء في انتظار لقاء كوت ديفوار ومن الجانب الفني، لا يمكن نكران أن بعض العناصر الوطنية خيبت خلال الخرجتين الماضيتين رغم كل الآمال التي كانت معلقة عليها في انتظار مباراة اليوم، وعلى رأس هذه العناصر قائد المنتخب محرز والهدافين بونجاح وسليماني، فيما يعتبر بلايلي من اللاعبين القلائل الذين حافظوا على مستواهم حيث صنع ما مجموعه 10 فرص تهديفية ما بين مباراتي سيراليون وغينيا الإستوائية. بلماضي يرفض الإستسلام ومقابل ذلك، ظهر الناخب الوطني بلماضي بثقة كبيرة وتفاؤل مشجع سواء بعد التعادل أمام سيراليون أو حتى بعد الهزيمة أمام غينيا الإستوائية، حيث رفض في كل مرة تحميل لاعبيه المسؤولية لوحدهم معترفا بمسؤوليته ومشددا على ضرورة عدم الإستسلام ولعب كل الحظوظ إلى آخر دقيقة، وهو ما يكون قد استوعبه جيدا اللاعبون وهو أيضا ما يكون قد منحهم جرعة من الثقة قد تجعلهم ينتفضون في مباراة اليوم أمام فيلة الكوت ديفوار ويسجلون فوزا مريحا كافيا لضمان التأهل وتخطي العقبات التي وضعت في طريقهم، عن قصد أو عن غير قصد، وبالتالي الهروب من فخ ملعب جابوما الذي لا تصلح أرضيته إطلاقا لمباراة من حجم مباريات كأس الأمم الأفريقية.