تم مساء أمس الإعلان عن تأسيس مقهى أدبي بمركز «زدور محمد إبراهيم» للتعليم والشراكة والاستشارة والتظاهرات الثقافية الكائن مقره بشارع العربي بن مهيدي بوهران، بحضور ثلة من الشعراء والكتاب والإعلاميين الذين احتفوا بميلاد فضاء ثقافي جديد يهدف إلى تعزيز الحركة الإبداعية بعاصمة الغرب الجزائري، وإثراء المشهد الأدبي خاصة، حسبما كشفته مديرة وصاحبة المركز الدكتورة زدور محمد إبراهيم زهيرة التي أكدت أنها سعت بالتعاون مع بعض المثقفين إلى تجسيد هذا الحلم على أرض الواقع، وكلها إيمان بنجاح هذا المشروع الثقافي الذي يُعدُّ إضافة نوعية لوهران ولمبدعيها، خصوصا أنها تنتمي إلى عائلة تهتم بالفكر والمعرفة، وأيضا لأنها شغوفة بالقراءة والاطلاع على مختلف النصوص الأدبية، ويعتبر المقهى الأدبي فرصة سانحة أيضا لخلق نقاش هادف بين الشباب المبدعين وتعزيز روح المنافسة بينهم لتقديم الأحسن والأجود على حدّ تعبيرها .. وقد تم افتتاح الأمسية الأدبية التي نشطها الشاعر عابر سبيل بشريط مصور حول الشاعرة العربية «ولادة بنت المستكفي بالله» التي اشتُهرت بمجلسها الأدبي الذي كان يقصده الشعراء في قرطبة خلال ذلك العصر ، كما تمّ عرض أبرز الأبيات التي كتبتها لابن زيدون، بعدها تزينت القاعة بقصائد ألقاها شعراء وهران أمتعوا من خلالها الحضور وسط أجواء أدبية راقية ، ويتعلق الأمر بكل من الشاعر ياسين مفتاح مية ، نصيرة بن ساسي، سعد طاهر جودي، نبي نوي، القاصة عائشة حاجي، والشاعر حبيب بن مالك، وكذا الشاب عبد الرزاق مفتاح ، كما عرف اللقاء حضور كل من الرئيس المدير العام لجريدة «الجمهورية» السيد محمد عالم ورئيس جمعية و«حي المثقفين» عباس بن مسعود. وخلال كلمته هنأ الرئيس المدير العام لجريدة «الجمهورية» السيد محمد عالم المثقفين بافتتاح هذا المقهى الأدبي، الذي تأسّس وفاء للحاج مختار المهاجي رحمه الله، قائلا إن روحه الآن تطفو في هذا الفضاء لتبارك هذا المولود الثقافي الجديد للدكتورة «زهيرة» التي كانت قطعة من روحه، معتبرا أن المقهى الأدبي إضافة جديدة، للفضاءات الثقافية التي تُعدُّ على الأصابع في مدينة وهران، عكس السنوات الماضية عندما كانت الباهية تزخر بفضاءات وجمعيات ثقافية عديدة وُلد من رحمها الكثير من الأسماء الأدبية المعروفة الآن، على غرار جمعية «آفاق»، «تعابير»، وأيضا جمعية « إبداع»، كما أشاد السيد محمد عالم بالملاحق الثقافية التي تُعدُ متنفسا للكثير من المبدعين، منهم ملحق النادي الأدبي لجريدة «الجمهورية» الذي لا يزال قائما إلى يومنا هذا، وفي الأخير دعا الرئيس المدير العام لجريدة «الجمهورية» إلى ضرورة دعم الفضاءات الثقافية بولاية وهران انطلاقا من هذا المقهى الأدبي الذي حقق في عدده الأول انطلاقة جيدة من خلال الأسماء المميزة التي حضرت بقوة وأبدت استعدادها لتقديم الأحسن والأفضل. أما الشاعر ياسين مفتاح مية فقد اعتبر المقهى الثقافي إضافة جديدة لما تشهده وهران هذه الأيام، من نهضة فكرية وتوعوية ، مبديا كمثقف وشاعر تأييده ودعمه المطلق لهذا المولود الجديد، متمنيا أن تعود وهران إلى الواجهة ثقافيا وأدبيا، وتتألق من خلال هذا النوع من المبادرات الجادة ، داعيا الشباب إلى المشاركة والحضور والإسهام بأفكارهم وإبداعاتهم في جل المجالات.