عاد رضا بن قدور البطل العالمي السابق في رياضة الكاراتي سنة 1993 ومدرب الرجال للرياضة نفسها، إلى وضعية الرياضة في الجزائر والنتائج المخيبة التي حققتها النخبة الوطنية في الدوحة بقطر، بمناسبة الألعاب العربية التي قال عنها إنها نتيجة حتمية للسياسة الرياضية في الجزائر، مشيرا إلى أنه يتوجب أن يكون هناك قرار سياسي لتحريك الأوضاع لا سيما أن هذا القطاع، على حد قوله، يعاني الأمرين من جميع النواحي لا سيما من ناحية عدد الشبان الذين يقبلون على ممارسة الرياضة، وحتى الهياكل الرياضية في الجزائر قليلة، وهو ما أثر بالسلب بالمقابل عرج البطل العالمي السابق على نتائج نخبته التي اعتبرها إيجابية خاصة أن فريق الكاراتي تحصل على تسع ميداليات منها ذهبيتان، وهو أمر إيجابي للغاية بالنظر إلى سن الرياضيين الجزائريين المشاركين في هذه الدورة، أضف إلى ذلك كله عدد الجزائريين مقارنة بالفرق الأخرى على غرار المنتخب المصري الذي جاء بعدد كبير من الرياضيين مما سمح له بحصد العديد من الميداليات ولم يخف بن قدور تذمره من التحكيم الذي لايزال حسبه يخضع لنظام الحصص في توزيع الميداليات، مشيرا إلى أن الجزائر مغيبة عن مراكز الضغط في اللجان العربية في هذه الرياضة مما جعل مصر تسيطر على رياضة الكاراتي دون منازع لكن على العموم فهو سعيد بالنتائج الحالية بالنظر إلى كل الأمور التي سبق أن تحدث عنها. وأكد مدرب المنتخب الوطني اختصاص ''كوميتي رجال''، رضا بن قدور، في هذا الحوار، أن الكاراتي دو الجزائري ينتظره مستقبل واعد بالنظر إلى استراتيجية العمل التي تنتهجها هيئة أبو بكر مخفي، وظهرت آثار مسكها في البطولة العالمية التي جرت ببلغراد الصربية شهر أكتوبر الفارط أين افتكت العناصر الوطنية الدولية المركز الخامس.وعاد بطل العالم السابق الى الحديث عن مستوى البطولة الوطنية اضافة الى الامكانات التي تعتمدها الدولة في هذه الرياضة التي اصبحت تكتسب تزايدا مستمر في الوقت الراتهن خاصة بعد اقبال العديد من الشبان للانظام الى هذا الصنف من الرياضة التي عتعتمد على الحكمة وسلامة الجسم. ❊ بداية، ما هي قراءتكم التقنية للبطولة الوطنية التي جرت مؤخرا ؟ - المستوى الفني للبطولة الوطنية كان على العموم مقبولا ومفيدا في آن واحد، أبان فيها المصارعون عن قدرات فنية كبيرة وهو ما سينعكس إيجابا في المستقبل على هذا الفن القتالي، وكما لاحظتم تميزت هذه البطولة التي عرفت مشاركة قياسية ل 528 مصارعا ومصارعة يمثلون تسع رابطات جهوية، إضافة إلى منتخب الجالية الجزائرية في أوروبا، بسيطرة مصارعي النادي الرياضي لبلدية الشراقة بحصدهم 11 ميدالية منها 8 ذهبيات وفضيتين وبرونزية واحدة. ❊ بما أنكم ذكرتم صاحب لقب البطولة، لماذا نشهد في كل طبعة من الموعد الوطني تداول نفس الأسماء على منصة التتويج الأمر الذي يجعل مستوى المنافسة مستقرا؟ - لا بد من الإشارة إلى أمر مهم، الأسماء التي تتوج بالألقاب الوطنية في مثل هذه المواعيد المحلية التقليدية هي العناصر الوطنية الدولية، وهي نتيجة حسب اعتقادي منطقية ومعقولة وذلك بالنظر إلى البرنامج التحضيري المكثف الذي تسطره الاتحادية لفائدة المنتخب الوطني قصد ضمان إعداد جيد تحسبا للمحطات التنافسية الرسمية. وبشأن النادي الرياضي لبلدية الشراقة، فهو يعتبر بالدرجة الأولى الخزان الرئيسي للفرق الوطنية، لأن جهازه الفني ينتهج سياسة التكوين القاعدي بصفة مستمرة، بمعنى تتبع تجهيز المصارع في كل مراحله أي من فئة الكتاكيت إلى فئة الأكابر، وهذا الأمر يريح كثيرا الهيئة الفدرالية التي كانت تقوم في السابق بدورين، التكوين والتحضير، ورغم كل هذا شهدنا تقدما في المستوى الفني للمصارعين، وذلك بالنظر الى العدد الكبير للمشاركين الذين توافدوا من مختلف الرابطات الولائية، الأمر الذي سيمكننا من رفع مستوى الكاراتي دو خلال السنوات المقبلة. ❊ كما هو معروف، البطولة الوطنية تعد محطة انتقائية لاختيار العناصر التي تدعم صفوف التشكيلة الوطنية، على أية معايير يعتمد الطاقم التقني في هذه العملية؟ - المديرية التقنية للاتحادية تعتمد في كل حدث وطني مهما كان طابعه (البطولة أو الكأس) جملة من المقاييس لتعزيز صفوف التشكيلة الجماعية الوطنية التي تكون قائمتها مفتوحة طيلة موسم، بأسماء جديدة على رأسها التتويج باللقب الوطني، لأنها رأت في ذلك أن أبطال الجزائر الجدد لديهم فرصة تأكيد أحقيتهم بهذا اللقب بمناسبة المواعيد الرسمية المقبلة في مقدمتها الألعاب الإفريقية وكذا الألعاب العربية اللتين تشكلان أولى أولويات الوصاية والهيئة الفدرالية على حد سواء. أما عن أصحاب المراكز العشرة الأولى، فالجهاز الفني يقوم بإنجاز تقييم تقني حول كل مصارع يتم استدعاؤه لاحقا كمصارع احتياطي والهدف هو الحصول على القدر الكافي من الاحتكاك والخبرة مع خيرة مصارعي الجزائر قصد نقل هذه التجربة إلى زملاءهم في النادي الذي ينشطون فيه. ❊ يبدو أنكم تسعون دائما لتنكمكين المصارعين من القوانين الجديدة المعتمدة دوليا ؟ - النظام التنافسي الذي طبق في البطولة الوطنية هو النظام العالمي، بمعنى وجود رئيس البساط وحكم البساط وثلاثة حكام (اختصاص كوميتي)، وذلك حتى يتنسى لكل مصارع التأقلم مع أبجديات النظام العالمي الذي أحدثته الهيئة الدولية لهذا التخصص الرياضي مؤخرا في مجال التحكيم. ❊ وإذا عدنا إلى الكلام عن الكاراتي الجزائري على الصعيد الدولي والقاري، كيف يراه صاحب اللقب العالمي السابق؟ - الكاراتي دو كان دائما الرياضة التي تشرف الألوان الوطنية، حيث كانت تهدي ميداليات من مختلف المعادن وفي مختلف المحافل الدولية، أما عن تطوره وتراجعه فكان ملحوظا من فترة لأخرى وهذا راجع حسب اعتقادي إلى الهيئة المسيرة وأوضاع الفدرالية. وإذا تحدثنا عن الكاراتي الجزائري في الوقت الراهن، فأوضاعه تبشر بمستقبل واعد وذلك في ظل وجود قوة شبانية مذهلة وخبراء تقنيين يحرصون على نقل خبراتهم للجيل القادم، وبدأت ثمار الكد والعمل للفيدرالية تظهر جلية في كل محطة رسمية، وأحسن نتيجة سجلت كانت في الموسم المنقضي حين انتزع المنتخب الوطني المركز الخامس في البطولة العالمية، وللعلم، المنتخب الوطني شارك في محطة بلغراد بثلاثة عناصر فقط. وعلاوة عن الموعد العالمي، ظهرت العناصر الوطنية الدولية في دورة باريس المفتوحة التي اعتادت قاعة بيرسي استضافتها يومي 15 و16 جانفي من كل سنة، بوجه مشرف، حيث وصلت إلى الدور الثالث والرابع، خلافا للطبعات الفارطة حيث كان رياضيونا يقصون من الدور الأول... والمصارع الذي احتكر الواجهة بامتياز وأبهر كل المتتبعين والمختصين في هذا الفن القتالي في دورة باريس، هو وليد عبوب، المتحصل على الميدالية الفضية، حيث نشط خمس منازلات بدون توقف آخرها أمام بطل فرنسا. فكل هذه الاستحقاقات المسجلة في كل خرجة دولية تؤكد أن الكاراتي دو الجزائري يستعيد بريقه وأمجاده. ❊ - ذكرتم في السابق أن الألعاب الإفريقية والعربية تشكلان أولى أولويات الوصاية والاتحادية على حد سواء، كيف تحضرون لهذين الموعدين الهامين؟ - الهيئة الفدرالية سطرت برنامجا إعداديا ثريا تتخلله تربصات داخل الوطن وخارجه، إلى جانب المشاركة في الدورات الدولية، في مقدمتها دورة تركيا والنمسا اللتان تندرجان في إطار برنامج الاتحادية الدولية التي أطلقت عليه اسم '' الرابطة الأولى'' أو الترتيب العالمي، وهي الطريقة الجديدة التي اعتمدتها الهيئة الدولية في تنقيط الرياضيين المتنافسين، يتم فيها احتساب مجموع النقاط العام التي حصدها هؤلاء في كل المنافسات خلال الموسم وهي دورات باريس والنمسا وتركيا، ليتم في الأخير ترتيب الرياضيين الذين شاركوا في هذه المواعيد الرياضية الدولية عالميا. وهذه المواعيد التي تدخل دائما في إطار الاستعدادات للموعدين القاري والعربي، تتوقف بالدرجة الأولى على ميزانية الاتحادية، فنحن ننتظر هبة الوصاية التي تخص الاستعدادات لذات الألعاب، خصوصا وأن منتخب الكاراتي يضم تشكيلتين الأولى »الكاتا« والأخرى »الكوميتي«. ❊ ما هي الأهداف المرجوة في المستقبل ؟ - الاتحادية سترمي كل ثقلها لاحتلال المراكز الثلاثة الأولى في المنافسات القارية والعالمية ولكن ستعمل جاهدة أكثر للحفاظ على لقبها القاري، رغم أن المهمة ستكون صعبة في ظل وجود منتخبات رائدة في هذا التخصص الرياضي قاريا في مقدمتها السينغال ومصر وجنوب إفريقيا. ❊ هل من كلمة إضافية؟ - كمدرب في المنتخب الوطني سأعمل على تحقيق لقب عالمي آخر، وهذا وارد جدا بالنظر إلى بروز قوة جديدة لا يستهان بها ولا يتجاوز معدل عمرها 22 سنة خاصة بوجود رياضيين يبرزون من يوم لاخر وعلى الجميع ان يقف معهم حتى يكونوا عند حسن ظن بلدهم ويشرفون الراية الجزائرية.