ما زالت ورشة إنجاز سد كاف الدير بالجهة الشمالية الشرقية لولاية الشلف مشلولة أمام الأزمة المالية التي تشكوها الشركة الإيطالية المكلفة بالإنجاز واضراب العمال جراء احتجاجهم على عدم تلقيهم لأجورهم خلال الشهرين الماضيين. وحسب مصادر مطلعة فإن هذه الورشة كانت تشغل ما لا يقل عن 600 عامل بما فيهم مهندسين وتقنيين وعمال مهنيين عند مباشرة الأشغال في جوان 2006 غير أن الشركة المذكورة قد أحالت عددا كبيرا منهم على البطالة التقنية في الآونة الأخيرة في ظل عدم قدرتها على توفير مستحقات أجور العمال لتبقى على البعض فقط الذين قاموا الخميس الماضي بإضراب عن العمل مطالبين الشركة الإيطالية بدفع مستحقاتهم التي عرفت عن منحها اياهم بحجة تأخرهم في العمل علما أن المشاكل الجيولوجية التي واجهها العمال هي التي كانت وراء تباطؤ وتيرة الأشغال مع أن العمال كانوا يعملون بكل مثابرة حيث تحمل العمال نتائج تلك المشاكل الطبيعية حسب مصادرنا التي أكدت ان الوضعية الراهنة ستؤثر حتما على آجال تسليم المشروع الذي سيتأخر دون شك انجازه وبالتالي يتعطل استغلاله اذ كانت الشركة الإيطالية قد منحت آجالا قانونية أقصاها شهر أكتوبر المقبل بموجب العقد الأخير الذي أبرم معها لتحديد مهلة الإستلام حيث بدأت هذه الإضطرابات منذ 20 مارس الماضي ولا زالت لم تتضح معالم الإنفراج بعد الأمر الذي يؤشر باستمرار حالة الشلل الكلي على مستوى ورشة الإنجاز وفي الوقت الذي يشهد فيه هذا المشروع القاعدي توقفا كليا تتعالى أصرت أصحاب الأراضي الذين لم يتلقوا بعد أي تعويضات عن اراضيهم التي دخلت في المشروع ويتعلق الأمر بعشرات الفلاحين ببلدية بريرة الذين ما زالوا منذ سنة 2006 لم يستلموا تعويضاتهم غير أن المصالح المعنية قد أرجعت بسبب هذا التأخر في تقديم التعويضات إلى مشكل عدم حيازة أولئك الفلاحين على عقود ملطية تلك الأراضي وقد تم إمهالهم مهلة ثالثة من أجل تسوية ملفات ملكيتهم مع العلم أن تكاليف التعويضات جاهزة هذا ونشير إلى أن مشروع سد كاف الدير الذي يتوسط كل من ولايات الشلف ، عين الدفلى وتيبازة يتمتع بطاقة استيعاب لا تقل عن 125 مليون متر مكعب وبامكانه تموين الولايات الثلاثة ب 60 مليون متر مكعب سنويا من المياه الموجهة للسقي والشرب فحل أزمة المياه بالجهة الشمالية الشرقية لولاية الشلف مرهون بتجسيد هذا المشروع الذي أضحى يتخبط في مشاكل مالية قد تطيل أزمة العطش بالمنطقة.