بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون محادثات مع السعودية خلال لقاءٍ جمعها مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض منذ الجمعة الماضي حول خطط لإقامة درع صاروخية خليجية في مواجهة ايران ووسائل الضغط على سوريا. واطلقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الرياض محادثات حول خطط لاقامة درع صاروخية خليجية في مواجهة ايران ووسائل الضغط على حليفة طهران، سوريا لوقف قمع السوريين. وبعد اجتماع مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض ، التقت الوزيرة الاميركية نظراءها الآخرين في الدول الخليجية الخمس الاخرى المتحالفة جميعها مع الولاياتالمتحدة. وتشتبه واشنطن بان ايران تقدم اسلحة الى الرئيس السوري بشار الاسد لقمع الحركة الاحتجاجية ضد الحكومة. لكنها تخشى خصوصا احتمال توصل ايران الى امتلاك اسلحة النووية وتهديدها الصاروخي لدول المنطقة. وبطرحها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الامنية من المستوى الثنائي الى المستوى الاقليمي، ممهدة لارضية تفاهم جديدة بمشاركتها في اول منتدى للتعاون الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة. وقال مسؤول كبير يرافق كلينتون في رحلتها من واشنطن الى الرياض للصحافيين طالبا عدم كشف هويته نسعى الى تطوير بنية دفاعية صاروخية اقليمية، مشيرا الى ان المسألة ستبحث على ما يبدو في المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي. واضاف لا يمكن لامة بمفردها حماية نفسها. عليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاما دفاعيا صاروخيا فعالا. وتابع المسؤول نفسه ان ايران هي بشكل واضح من اكبر التهديدات التي تواجهها المنطقة، مؤكدا ان النظام الدفاعي الصاروخي اولوية في شراكتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند قالت لدينا اتفاقات دفاعية في مجال الصورايخ مع عدد من الدول (الخليجية) يمكن جعلها اكثر فعالية في الاطار الاقليمي. واضافت سنتحدث في مثل هذا النوع من الامور، بدون ان تربط بشكل واضح بين اتفاقيات الدفاع في مجال الصواريخ والمخاوف من ايران. وتابعت ان المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي ستركز مبدئيا على الامن والاستقرار في الجوار ومساعدة جميع الدول التي تعمل معا في مواجهة التهديدات المشتركة. واكد مسؤول آخر في وزارة الخارجية الاميركية ان محادثات كلينتون مه الملك عبد الله ووزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل تناولت سبل تشديد العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي. واضاف انهم تحدثوا عن الابقاء على امدادات النفط الكبيرة والدول الذي تلعبه السعودية في هذا الشأن. واوضح المسؤولان ان كلينتون اطلعت السعوديين على انفتاح دبلوماسي مع طهران يتمثل في استئناف المحادثات حول البرنامج النووي الايراني في 13 ابريل مع الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا والمانيا وفرنسا. وتخشى الدول الغربية ان يسمح برنامج تخصيب اليورانيوم لايران بامتلاك قنبلة نووية لكن ايران تنفي ذلك وتصر على ان برنامجها مدني. وقال المسؤولان ان كلينتون بحثت مع السعوديين في الجهود الدولية لارسال مزيد من المساعدة الانسانية الى سوريا وجهود دعم المعارضة لتقديم رؤية سياسية موحدة وشاملة للمستقبل. كما تناولت المناقشات تعزيز سلسلة العقوبات الاميركية والاوروبية والكندية والعربية والتركية على سوريا والتأكد من ان الدول تنفذ التزاماتها لفرض هذه الاجراءات بالكامل. وقال احد المسؤولين ان الجانبين الاميركي والسعودي بحثا في الاصلاحات في المملكة بما في ذلك دور المرأة وتناولا قضايا كانت في صلب الحركات الاحتجاجية في دول عربية اخرى منذ العام الماضي. وتوقع المسؤولان ان يبحث خلال اللقاء مع دول مجلس التعاون الخليجي الاستعدادت لعقد اجتماع اصدقاء سوريا في اسطنبول غدا بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول العربية والغربية. وقال مصدر اميركي ان كلينتون ستتوجه الى تركيا للمشاركة في هذا اللقاء. دعت السعودية وجارتها قطر الى تسليح المعارضة التي تشمل الجيش السوري الحر المؤلف من فارين من الجيش. الا ان القمة العربية في بغداد رفضت الخميس خيار تسليح اي جهة ودعت كل الاطراف الى بدء حوار وطني جدي. اما الولاياتالمتحدة وتركيا فقد تحدثتا عن الحاجة الى تقديم وسائل اتصالات ومعدات غير قاتلة اخرى الى المعارضة. ومن جهتها، ذكرت وكالة الانباء السعودية ان المحادثات بين كلينتون والملك عبد الله شملت مجمل الاوضاع والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية، من دون مزيد من التفاصيل. واضافت في وقت لاحق ان كلينتون اجرت محادثات مع وزير الخارجية السعودي حول العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب الوكالة. واقام الامير سعود الفيصل مادبة غداء على شرف كلينتون بحضور مسؤولين سعوديين كبار ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان.