في جو مهيب أقبل مئات من الجزائريين من مختلف الفئات يوم الخميس على قصر الشعب بالجزائر العاصمة من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة أحمد بن بلة الذي وافته المنية أمسية الأربعاء الأخير عن عمر يناهز 96 سنة . وقد تم نقل جثمان الفقيد من منزله إلى قصر الشعب في حدود الساعة ال 11 صباحا وهو مسجى بالعلم الوطني الذي حلم به في شبابه خفاقا حرا وكافح من أجله برفقة الملايين من الجزائريين والجزائريات حتى تدرك الجزائر إلى ما هي عليه اليوم من استقلال وسيادة. كما توافد بعد ظهر يوم الخميس على قصر الشعب بالجزائر العاصمة مواطنون ومواطنات من مختلف الأعمار ومجاهدون وممثلو أحزاب وتنظيمات شعبية ونقابية ومسؤولون في الدولة لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة أحمد بن بلة الذي وافته المنية أمس الأربعاء عن عمر ناهز 96 سنة. وبقلوب خاشعة وعيون دامعة وقف المواطنون والمواطنات أمام جثمان الرئيس بن بلة الذي كان مسجى بالعلم الوطني لقراءة فاتحة الكتاب والدعاء له بالرحمة . وبصوت حزين ينم عن الحسرة لفقدان هذا المجاهد الكبير استحضر أسقف الجزائر السابق هنري تيسي ذكرياته مع المرحوم حيث قال بأنه تعرف عليه قبل اعتقاله أثناء الثورة التحريرية، مشيرا إلى أنه عايش معظم الإجراءات التي اتخذها الرئيس بن بلة بعد الاستقلال ومنها على وجه الخصوص تأميم الأراضي التي كانت تابعة للمعمرين الفرنسيين في الجزائر. وأضاف أسقف الجزائر السابق أن الرئيس احمد بن بلة كان يحضر المناقشات التي كانت تجرى في نادي السينما بالجزائر العاصمة مسجلا تواضع المرحوم . فعلاوة على الشخصيات السياسية والتاريخية والثقافية كان من بين الذي وقوفوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أحمد بن بلة مواطنون بسطاء سيما من الذين عايشوا الثورة التحريرية وعاصروا المرحوم فأحبوه وتأثروا بمواقفه وخطبه وأفكاره فكانت شهاداتهم صادقة معبرة مفعمة بالوطنية وبكثير من الحنين إلى تلك المرحلة انتزعت خلالها الجزائر كرامتها بعد 132 سنة من الاستدمار والاحتلال. وآثر المواطنون والمواطنات من كل الفئات التنقل إلى قصر الشعب بالرغم من رداءة الأحوال الجوية لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس بن بلة فكانت شهاداتهم استحضارا لكفاح الرجل وأهم محطات حياته قبل الثورة التحريرية وأثناءها وبعدها. ومن جهة أخرى أكد العديد من المواطنين والمواطنات أن اسم الرئيس الراحل أحمد بن بلة يذكرهم بالتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الجزائر من أجل انتزاع الحرية وكذا الأيام الأولى لاستقلال الجزائر بعد تقديم فاتورة غالية الثمن تتمثل في مليون ونصف مليون من الشهداء.