تزخر ولاية وهران بمناطق أثرية عديدة منتشرة بكل شبر منها لا سيما العتيقة التي شهدت تعاقب عدة حضارات: أندلسية وعثمانية وفرنسية ولكل فترة تاريخية بصمة تشهد على مرور كل واحدة من الحضارات وتعتبر منطقة سيدي الهواري واحدة من أشهر وأعتق الأماكن التي كانت ولا تزال مكانا أثريا واقفا يسرد تاريخ شعب لا زال يتنفس الأصالة والتراث التي تعتبر من مكونات شخصية رغم ما تعرّضت هذه الأماكن التاريخية من عوامل ساهمت في زوالها وتفتتها وتآكلها إلا أنها لا تزال راسخة تحكي بهمس ماضي مهما جهله شبابنا إلا أنه يفرض نفسه بشموخه وبقاءه محاربا الزمن والعوامل الطبيعية التي ساهمت في تناثر ذرات جدرانه التي تأثرت بترهلات وتشققات تدل على هرم وعتاقة وتاريخ حافل في نفس الوقت التي نافست ناطحات السحاب البيوت البسيطة وتطورت الهندسة المعمارية تناسى شبابنا الماضي الجميل ولا يكادون يفقهون قولا إذا سئلوا عن الأماكن الأثرية المتواجدة بعاصمة الغرب الجزائري، إلا من لازال يسمع قصص عن تعاقب الحضارات، ورغم وجود جمعيات تنشط في حماية الأماكن الأثرية إلا أنها لا تكف وتعد على الأصابع وتعتبر جمعية »صحة سيدي الهواري واحدة من الجمعيات الفاعلة التي تسعى جاهدة على حماية ما تبقى من آثار بإعادة ترميمها. للحفاظ على شكلها الأساسي أين عرف مقر الجمعية الذي كان قديما مستشفى عسكري فرنسي تحول حاليا إلى مركز لتكوين الشباب في النحت على الصخور والنجارة وغيرها ليستفيد منه شباب الحي لتصنيف الآنسة بن عمر إسمهان منسقة الشباب بالجمعية أن منطقة سيدي الهواري مرّت عليها حضارات متعددة تركية وإسبانية وفرنسية كل واحدة تركت بصمتها المادية المتمثلة في البناء والتشييد واللا مادي المتمثل في بعض الكلمات التي لا تزال تستعمل والعادات والتقاليد والأكلات لا سيما »لامونا« و»كالانتيكا«... ومن المواقع الأثرية التي خلفها الأتراك المساجد والحمامات كجامع مصطفى باشا بشارع فيليب وقصر الباي والذي هو حاليا تابع لمديرية الثقافة وكذلك مسجد المنارة »محمد عثمان الكبير«وذو قاعدة رباعية توحي بالآثار الأندلسية لكن الأ تراك بعد أن إحتلوا المنطقة حافظوا على المكان وأعادوا بناء المسجد حسب الهندسة الإسبانية. وللتذكير فإن الهندسة المعمارية عند الأتراك تكون بقاعدة ثمانية وذلك بعد الزلزال الذي هزّ وهران سنة 1790 وأدى إلى ذهاب الإسبان خاصة بعد إنتشار مرض الكوليرا... ليتناوب على المنطقة الأتراك بعد رحيل الإسبان الذين خلفوا عدة آثار كقلعة »سانت كروز« فوهران قديما كانت محصنة والتي أسست من قبل بحارة أندلوسيين سنة 903 على إنقاذ رومانية، والتي لها أربعة أبواب رئيسية وهي: باب كناستيل وباب تلمسان الواقع بشارع تلمسان تحديدا عند سنما »الركس« وباب إسبانيا عند الولي الصالح سيدي الهواري وسان تون أوباب الحمراء. وللتذكير فإن منطقة سيدي الهواري كانت قديما وسط المدينة للولاية، وحسب ذات المصادر فإن مقر الولاية قديما كانت بمنطقة سيدي الهواري سنة 1890 والتي تزخر بمجموعة أثرية غنية »كالديار الحمرين« والمعروف يتردّد النسوة على الواد المسمى واد»الرحى« والباسان لغسل الملابس وتعود تسمية الواد إلى واد الرحى نسبة إلى جمع كلمة طاحونة باللغة العامية. أما عن الساحات فنذكر ساحة الجوهرة وساحة كليبار 1860 وساحة أول نوفمبر 1962 إضافة إلى الكتدرائية وحلبة الثيران 1956 ومقر بلدية وهران 1886 والمسرح الجهوي عبد القادر علولة 1907ومحطة القطار 1913 الذي يجمع بين الحضارة الأندلسية والتركية ، كما يتواجد بمنطقة سيدي الهواري وحدها ثلاثة أولياء صالحين أشهر هم الولي الصالح سيدي الهواري 1903 ومولاي عبد القادر بأعلى جبل المرجاجو وسيدي عبد الباقي »بالسكاليرا«. وفي سياق متواصل فإن فعاليات شهر التراث العالمي مستمرة والتي إنطلقت في 18من شهر أفريل وسبتمبر إلى غاية الثامن عشر من شهر ماي الجاري . وحسب الآنسة بن عمر إسمهان التي أكدت أن دور جمعية »صحة سيدي الهواري« يبرز جليا في هذه الفترة أين يضاعف أعضاء الجمعية المجموعات للتعريف بالتراث والآثار المتواجدة بالولاية ومنطقة سيدي الهواري خاصة وذلك بتكثيف العمل الجواري بالتنسيق بين منطقة رأس العين وحي الصنوبر وحي الدرب وحي سيدي الهواري للقيام بنشاطات توعوية وتحسيسية من قبل شباب متطوعين على غرار حملات التنظيف والتشجير والحفاظ على البيئة والمحيط.