اعتادت العديد من العائلات البسكرية مع اقتراب موسم الصيف أن تشد رحالها نحو مقصد آخر بحثا عن جو لطيف ومنعش لقضاء عطلتها في راحة تامة والابتعاد من الحرارة المرتفعة في هذه المدينة الجنوبية التي تتراوح أحيانا في هذه الفترة بالذات ما بين 40 و45 درجة مئوية. وأضحت المدن الساحلية في هذه الفترة بالذات الوجهة السياحية والمقصد الرئيسي للعائلات البسكرية لاسيما بولايات بجاية وسكيكدة وجيجل التي تتمتع بأماكن طبيعية خلابة وجبال يكسوها الاخضرار وشريط ساحلي فريد من نوعه كما أكد العديد من المواطنين لوأج. وغالبا ما تتوجه هذه العائلات الى اكتراء وحجز منازل لخواص بهذه المدن الساحلية وذلك قبل حلول العطلة الصيفية سواء عن طريق وكالات السياحة و الاسفار أو عن طريق معارفهم الخاصة نظرا لغلاء أسعار المبيت في الفنادق والتي تتراوح أحيانا ما بين 5000 و 8000 دج يوميا. وبالنسبة للعائلات الاخرى لتي لم يسعفها الحظ في الاستفادة من عطلة صيفية اخرى في وجهة اخرى من الوطن بحثا عن الراحة والاستجمام بعد سنة كاملة من الكد والعمل و الجهد تقضي هذه الأسر كل وقتها بين الخروج في الصباح المبكر الى السوق لاقتناء مستلزمات المطبخ والمكوث في البيت الى غاية الساعة الرابعة زوالا. إلا انه بعد الفترة المسائية مباشرة وببدء انخفاض درجة الحرارة المرتفعة التي قد تصل أحيانا الى 50 درجة مئوية تبدأ الاسر البسكرية في الخروج لتبادل الزيارات فيما بينها سواء أو لحضور أفراح الزفاف ومناسبات عائلية اخرى أو التوجه نحو المرافق العمومية للاستجمام والتنزه واستنشاق الهواء النقي لكسر الروتين اليومي وتناول المثلجات. ومن بين المناطق الجميلة التي تقصدها سكان مدينة بسكرة عاصمة الزيبان وبوابة الصحراء للتنزه -كما قال مواطن من بسكرة السيد يوسف خليف لواج منطقة "القنطرة" وكذا القلعة التي هيئت ودعمت بساحة عمومية وبمرافق للاستجمام والتنزه وتناول المشروبات والمثلجات. وقال السيد خليف انه غالبا ما يتجمع الشباب وحتى فئة المسنين منهم في مقهى شعبي عمومي عريق يدعى "الصنب" أي الحجارة لتبادل اطراف الحديث فيما بينهم حول العديد من مواضيع الساعة سواء سياسية منها أو رياضية . أما السيد باحمد وهو مختص في مجال التاريخ فقد دعا العديد من سكان المنطقة الى "البقاء ببسكرة أثناء فترة الصيف رغم ارتفاع درجة الحرارة غير المضرة بالصحة" كما قال - "للتمتع بالثراء السياحي الذي تتمتع به المدينة العتيقة". وقال السيد ب .أحمد لوأج أن هذه "المنطقة بالذات لها تاريخ عريق حيث كانت مسرحا للحضارات والثقافات العديدة والمتنوعة الامازيغية منها و الرومانية والاسلامية خيث تبدو بضماتها و آثارها عبر المنطقة الى اليوم. وأشار الى أن هذه مدينة بسكرة التي تزخر بتونع في المواقع السياحية والطبيعية من بينها شموخ جبالها ووحاتها وسدودها ومنابعها الحموية ورمالها الذهبية الناصعة كانت مركز استلهام العديد من الكتاب والادباء والشعراء سواء جزائريين أو أجانب منهم. إلا أنه حبذ في نفس الوقت على وجوب تسطير نشاطات ثقافية وحفلات فنية في موسم الاصطياف لاسيما في المساء لمنح السكان فرصة الخروج والتمتع بالعطلة الصيفية. غير أن السيدة بهية وهي أم لاربعة اطفال والتي لم يسعفها الحظ هذه السنة من مغادرة بسكرة لانها مقبلة على تنظيم حفل زفاف ابنتها تقول أن ما تعاني منه هذه المنطقة والتي حالت دون استقطاب السواح هو نقص "فادح" في المرافق العمومية من أماكن للتسلية والتنزه كمطاعم رفيعة المستوى او مرافق لتناول المشروبات والحلويات والمثلجات. وذكرت السيدة بهية بتوفر مسبح أولمبي فريد يقصده الشباب غير أنه لايمكن ان يستوعب الاعداد الكبيرة من الملهمين بالسباحة. وشددت المواطنة نفسها على الاسراع في تهيئة حديقة لوندو التي كانت كما قالت في السابق مقصد جميع العائلات البسكرية في الفترة المسائية لاسيما أثناء فصل الصيف لاستنشاق الهواء النقي والتمتع بالجو المنعش.