فكرت غرفة الصناعة التقليدية والحرف لتلمسان في إطلاق مشروع جديد يخص إنشاء قرية للحرف ببني سنوس سيما في الحصير الحمراء المصنوعة من مادة الحلفاء بإحياء صناعتها مرة أخرى بإعتبارها حرفة قديمة تجدرت لدى العنصر النسوي بهذه الجهة. والغرفة حاليا بصدد تحضير الأرضية المناسبة لتحقيق مشروع إقتصادي إجتماعي يفعل النشاط الريفي حسب ما اشار إليه رئيس الغرفة السيد نصر الدين بوعقل مضيفا في السياق ذاته بان لهم كذلك نية حسنة إتجاه نسج الزربية التي ستنطلق مع مطلع العام القادم 2013 بمركز المهارات لدائرة سبدو جنوب ولاية تلمسان أين سيتم تحديث الزربية وعصرنتها والتشهير بإستعمالها والقضاء على المستورد وبالتالي تنجح عملية التسويق المحلي وهذا ما تهدف إليه الغرفة كخطوة اولى توليها لنفس الحرفة. وعلى هامش المعرض المحلي للصناعات التقليدية الذي افتتح عشية الأحد بدار الثقافة عبد القادر علولة تم تنصيب ورشات حية لصناعة الزرابي والفخار (الطين) لناحية بيدر على مستوى قصر المشور لمدة خمسة ايام إلى غاية الثاني والعشرون من الشهر الجاري لإبراز هذه الحرفة للرأي العام التلمساني الذي عاد في السنوات القليلة الأخيرة للتقاليد القديمة في إستعمال الأواني الطينية وإفتراش زربية الصوف كما أن الغرض من هذه الورشة الجمع بين الحرفة في الأرياف و المناطق الحضرية والإحتكاك مع الصناع . وما ميز المعرض خلال هذا الموسم مشاركة 40 حرفيا فقط من اصل ستة الاف حرفي مسجل بالغرفة بسبب الإختيار التي تطرقت إليه لجنة المعايير والمنتوج في إنتقاء الحرفيين المتمكنين في الإبداع ومواصلة درب العطاء والتفنن في الصناعة التقليدية خصوصا المندثرة ولهم رغبة كبيرة في الذهاب بعيدا لإظهارها في الميادين والوسط الإجتماعي، الشيئ الذي دفع اللجنة أن تنتقي ال 40 حرفيا منهم من يهتم بمصنوعات الحلفاء ويتشبث بها بغية ترجمة ماضي الأوائل مثلما تقوم به السيدة آمنة معقل رغم انها عاشت بألمانيا ووهران وترعرعت ببني سنوس إلا أنها تحاول جاهدة لحماية صناعة الأجداد الذين إتخذوا من الحلفاء نعلا يلبسونه وأطباقا مختلفة الأشكال والألوان وسلل و مستلزمات الدواب والحصير. ومثيلتها كثير في الرجوع إلى الأصل فضيلة هكذا قالت السيدة مغيلي التي إستندت على ما كانت تقوم به الأمهات في تصبير الماكولات في وقت لم تكن هناك أجهزة الثلاجات، حيث إعتمدت في صناعتها التقليدية على المواد الطبيعية المحضة (زيت الزيتون) لحفظ المادة الغذائية الأصلية و عناصرها بالخضروات واللحوم (القديد). ومن بين الحرفيات التي إختارتهن اللجنة المذكورة فتيات مبدعات فيما يعرف بالمكرمة تابعات لجمعية الإرشاد و الإصلاح قمن بتطوير هذه الحرفة اليدوية التي هي عبارة عن عقد خيطية تشكلت بها تحف جماليىة لتزيين البيوت ويعود وجودها للقرن الثالث عشرة ظهرت عند العرب بعد ان عرفها الصينيون و شهدت إقبالا واسعا لدى المغاربة ونقلت إسبانيا ثم فرنسا و امريكا. وسيشهد المعرض المحلي للصناعات التقليدية تكريمات لإحدى عشرة من قدماء الحرفيين المتقاعدين وعائلة المرحوم محمد بن دهينة عضو بلجنة المعيار والمنتوج ومن النشطين الكبار في الغرفة. علما أن ذات المعرض حضره رؤساء الغرف بولايات الغرب والجنوب الغربي من أجل نقل هذا اللحراك الحرفي و تشجيع صناعهم في إحياء تراثهم الشعبي المادي.