تشهد مكتبات المطالعة العمومية بولاية معسكر ازدهارا كبيرا تعكسه تغطيتها لكافة بلديات المنطقة والإقبال الكبير للطلبة والتلاميذ ومحبي المطالعة للإستفادة من الخدمات المقدمة على مستوى هذه المرافق الثقافية. و قد أضحت كل بلديات الولاية ال 47 تضم مكتبة أو قاعة مطالعة عمومية إضافة إلى 3 مكتبات تتواجد بمدينة معسكر.قد أنجزت أغلب المكتبات البلدية ضمن الصندوق المشترك للجماعات المحلية وتخضع حاليا لإشراف البلديات في حين يتم التفكير في تحويلها إلى وزارة الثقافة عبر المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حسبما أفاد به مدير الثقافة. وحسب السيد محمد سحنون يتوقع أن يعاين فريق مختص تابع لوزارة القطاع قريبا المكتبات المعنية لاختيار تلك التي تتوفر على المقاييس المطلوبة من قبل الوصاية لتولي الإشراف عليها سواء من حيث التجهيز أو التسيير. يذكر أن ولاية معسكر استفادت من عشرات ألالاف من الكتب من الوزارة الوصية خاصة تلك التي قامت بطبعها في إطار تظاهرتي "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" و"تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" ناهيك عن اقتناء مؤلفات أخرى من ميزانية المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية . كما سيتم توفير عدد آخر لفائدة المكتبات البلدية التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل القراء خاصة التلاميذ الذين وجدوا فيها ضالتهم لإجراء البحوث والمطالعة خاصة وأن كل هذه الهياكل تضم قاعات للأنترنت. ومن جهتها أوضحت مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لوأج أن الهياكل الثلاثة التي تشرف عليها والمتمثلة في المكتبة الرئيسية بوسط مدينة معسكر وملحقتها بالمنطقة الثامنة بنفس المدينة وملحقة دائرة المحمدية تشهد إقبالا كبيرا حيث قارب عدد المنخرطين بالمكتبة الرئيسية 700 منخرط منهم 72 طفل يستفيدون من قاعة خاصة بهم. ويتوفر هذا المرفق الذي يضم أزيد من 38 ألف كتاب على أربعة أجنحة تخص الكبار والأطفال والقصص والأنترنيت في حين تقترح كل ملحقة للقراء أكثر من 10200 كتاب في شتى المجالات. وعلاوة على خدماتها الأصلية تحتضن المكتبة تحتضن كذلك مقهي أدبي يعد بمثابة فضاء للقراء والمثقفين للنقاش وتبادل المعلومات والمعارف. وستنظم هذه المكتبة يوما دراسيا في منتصف شهر ديسمبر الحالي حول القراءة والمكتبات بالجزائر يندرج ضمن برنامج للنشاطات سيشرع في تجسيده قريبا. أما مكتبة "مصطفى بن تهامي" التابعة لبلدية معسكر فتشكل صرحا معرفيا هاما للتلاميذ والطلبة والباحثين بفضل كتبها القيمة التي يقارب عددها ال 22 ألف كتاب بعضها يعود للقرن الثامن عشر مثل كتاب موسوعي عن الحشرات مطبوع في مطبعة حجرية سنة 1700 ومعاجم أخرى تعود لسنة 1854 إضافة إلى كتب نادرة على المستوى الوطني بشهادة باحثين قصدوا المكتبة من ولايات أخرى حسبما ذكر السيد نور الدين رحاب مسؤول هذا المرفق. وتواجه هذه المؤسسة الثقافية -حسب القائم عليها- قلة النسخ من العنوان الواحد حيث أن أغلب العناوين بها موجودة في نسخة واحدة فقط مما يعيق عملية الإعارة الخارجية لذلك تقتصر حاليا على المطالعة بالقاعة الرئيسية التي تتسع ل 300 قارئ. وللإشارة تضم المكتبة مخبرا علميا للمخطوطات يعتمد على تصوير رقمي لهذه الوثائق القديمة التي يوفرها المواطنون حيث تملك حاليا صورا رقمية ل 1400 مخطوط موضوعة تحت تصرف الطلبة والباحثين كما يتم التعاون مع أحد الباحثين من سوريا لتبادل نسخ رقمية عن مخطوطات قديمة لرفع قدرة المكتبة التي تشكو من عدم تموينها بنسخ جديدة منذ عدة سنوات. وإضافة إلى هذه الفضاءات المخصصة لخير جليس تمثل المكتبات الجامعية رافدا آخرا للمطالعة العمومية وخاصة للكتب العلمية المتخصصة حيث توفر المكتبة الرئيسية بجامعة معسكر آلاف الكتب العلمية و الأدبية إضافة إلى آلاف أخرى تقترحها المكتبات التابعة للكليات الخمسة لذات المؤسسة التعليمية.