الرياضة بمفهومها العام و أهدافها السامية , هي أولا و قبل كل شيء تربية و منافسة تضبطها أخلاقيات اقل ما يقال عنها أنها بديهية كالنزاهة , الانضباط إلى جانب احترام الخصم و قواعد اللعبة .لكن و للأسف مع مرور الزمن و تطور مستوى الرياضيين و ارتباط هذان العاملان بعالم النتيجة و المال أصبح البعض (نوادي و لاعبين) بفعل شدة المنافسة و ضغط الأنصار يلجؤون إلى طرق غير شرعية تتنافى كليا مع أخلاقيات الرياضة. و بما أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم و محل أنظار الجميع , إلا أنها لا تخلو من آفة الغش و التلاعب بنتائج مبارياتها .هذه الظاهرة انتشرت بشكل مرعب في البلدان النامية كإفريقيا واسيا , و من بين الأسباب التي ساعدت على انتشار هذه الآفة , ضعف الاتحاديات و تعفنها إلى جانب نقص الرقابة و غياب القوانين الرادعة إلى جانب تواطؤ البعض مع مسيري الرهانات وأصحاب المال , فأضحت كرة القدم بذلك رهينة , و أصبح التلاعب بنتائج مبارياتها و الغش بالشيء العادي الذي لا يثير الدهشة و القلق. في بلادنا الأمر سيان , فمن القسم الاحترافي الأول إلى الثاني بل قل إلى الأقسام الجهوية والشرفية . لاعبون و مدربون و رؤساء أندية و حكام , تهم متبادلة , تصريحات نارية , ممارسات مشبوهة و قضايا بعضها في العدالة , هيئة كروية صامتة فضلت التفرج و الانتظار فاختلطت عليها الأمور فلم تعد تفرق بين الخيط الأبيض و الأسود من كثرة المهازل و الخيبات . تلكم هي مميزات منافسة كرة القدم الجزائرية التي دب فيها المرض و استشرى وباء الكولسة و البزنسة و التلاعب بنتائج المباريات في كامل جسدها.و الغريب أن لا احد تحرك أو أخذته الغيرة على الرياضة صنعت أمجاد و أفراح شعب بكامله لفترات زمنية طويلة و للأسف الشديد هي تصنع الآن مهازل و خيبات لم تكن تخطر على قلب بشر . إلى درجة أن فقدت المنافسة الكروية نكهتها و إثارتها و حماسها و حتى مصداقيتها فأضحت نتائج المباريات تعرف مسبقا ومصير الفرق يتحدد سلفا أمام مرأى و مسمع القائمين على شؤون الكرة . من اتهامات رئيس شباب باتنة ضد فريق الساورة و إدارة وداد تلمسان لاتحاد العاصمة ...هو مسلسل طويل عنيف و غريب الأطوار أبطاله لاعبون و رؤساء أندية و حتى حكام و للأسف الشديد لا احد تمكن من وضع نهاية له تحفظ ماء وجه كرتنا المستديرة و تصون أخلاقيات لعبة ضاعت في أوحال البيع الشراء النتنة التي أدت إلى هذا المستوى الضعيف و المهين لنوادينا و لاعبينا . الملف الرياضي لجريدة الجمهورية و في ثاني إطلالة على القراء الكرام فضل ولوج هذا العالم المتلاطم الأمواج فرصد مختلف الأحداث على أمل أن يكون هذا الملف بداية التفكير الجدي من قبل المسؤولين في محاولة لاحتواء هذا الوباء الفتاك الذي ينخر جسم رياضتنا الأكثر شعبية.