* «الأندلس» المولود الفني الجديد يستنطلق ذاكرة ما بعد سقوط غرناطة. يمينة بشير شويخ احتكت بعالم السينما منذ سبعينات القرن الماضي، حيث كانت بدايتها كتقنية مختصة في تقديم الربورتاجات والسكريبت، ثم انتقلت إلى الكتابة، حيث كتبت سيناريو فيلم "رشيدة" بعدما أحست بغضب يغمرها من الوضع الذي كانت تعيشه البلاد، هذا ما دفعها إلى كتابة القصة في سنة 2002، أخرجت يمينة بشير شويخ عدة أفلام وثائقية الخاصة ذات علاقة خاصة بالإرهاب، المرأة خلال المرحلة الممتدة من سنة 1940 إلى الإستقلال، كما أنتجت فيلما وثائقيا تحت عنوان "دوار النساء"، ثم كتبت "أسطورة الفيلم السابع" وأخيرا أنجزت فيلم "الأندلس". بعد عرض فيلم "رشيدة" فسح المجال للمناقشة، حيث أجابت المخرجة يمينة بشير شويخ عن عدة أسئلة، مشيرة في البداية على إلى أن القصة كتبتها خلال منتصف تسعينيات القرن الماضي (1996)، وقد استمر البحث عن الموضوع والتمويل خمس ( 05 ) سنوات كاملة، أما إنجاز الفيلم فقد استغرق شهرين والتركيب شهرين ونصف، كل هذا كان يحدث في الوقت الذي كانت السينما الجزائرية تعيش ركودا كاملا بسبب انعدام الإمكانيات، الكاتب الجزائري واصلت قائلة ينطلق في كتابة فكرته من وحي الخيال، لكنه عندما ينزل إلى الواقع عليه أن يتكيف مع ما يجده وهنا تظهر عبقرية المخرج ومدى نجاح فيلمه في آخر المطاف، الفيلم تقول دخل في صلب الموضوع منذ الوهلة الأولى أي "الإرهاب" لأننا كنا نعيش الظاهرة الإرهابية يوميا، لذا لا يمكننا أن نعيد القصة داخل قصة حقيقية، كنا نعيش الإرهاب، إذا كان يصعب علينا الإبتعاد عن ما كان يحدث من حولنا لأن البلاد كانت نار ودخان، الفيلم "رشيدة" أنجز في سنة 2002 في الوقت الذي أطلقت الدولة ما تم تسميته بالمصالحة الوطنية والتي كانت تقول كانت أحادية أي من قبل الدولة فقط، وعن هروب الناس جراء الإرهاب، أوضحت المخرجة أن الإرهاب استقر في البداية في المدن ثم انتقل إلى الريف وليس العكس، هذا ما كان يدفع الناس الهروب من المدن إلى الأرياف ، لكن مع مرور الوقت، خاصة بعدما صعد الإرهابيون إلى الأرياف والجبال لم تسلم لا الجبال ولا الأرياف من الضربات الإجرامية للعناصر الإرهابية، أما بخصوص الرهبان الفرنسيين الذين قتلتهم الجماعات المسلحة في ليلة 26 إلى 27 مارس 1996 ب "تبحرين" تقول المخرجة يمينة شويخ أنها تطرقت لهذا الموضوع في فيلمها من دافع إنساني، حيث أعدموا هؤلاء الرهبان بوحشية كما كان يعدم الجزائريون، لذا لم تفوت فرصة إبرازهم في فيلمها موضحة على أن اللقطة تظهر من جانب آخر أن الإرهاب لا يعترف بالحدود وأقل من ذلك بالألوان والطعم، وعن تقديم الفيلم في القاعات العالمية ، أشارت المخرجة أن الشاشات العالمية سمحت لها التعريف بالقضية الجزائرية والأزمة التي كانت تمر بها خلال العشرية السوداء ، حيث شاهد الكنديون ، الأمريكيون ، البلجيكيون، الإيطاليون... الفيلم وتجاوبوا معه كنا نال عدة جوائز ، باستثناء التلفزة الوطنية الجزائرية التي لم تقدم الفيلم للجمهور العريض إلى اليوم لأسباب تقول عنها تخص المؤسسة، أما بخصوص الجديد تقول المخرجة يمينة شويخ أنها انتهت من إنجاز فيلم حول "عودة الأندلسيين إلى شمال إفريقيا" بعد سقوط غرناطة في 1492 وملاحقتهم من قبل الإسبان لينتهي الفيلم بالحقبة التركية، فيلم تقول عنه تاريخي بامتياز، لتعود من جديد للحديث عن فيلم "رشيدة"، حيث أشارت إلى أن "الكاستينغ" لإنتقاء الممثلين أقيم منذ سنتين قبل إنجاز الفيلم وأن منحها الدور "رشيدة" للشابة ابتسام جوادي كان من باب الصدفة، حيث تقدمت هذه الأخيرة مع زميلتها وهناك قررت تقول يمينة شويخ منح دور "رشيدة" لها دون أن تمر على الكاستينغ ، في الأخير تمنت كل النجاح لهذا البانوراما والإستمرار خدمة للسينماء الجزائرية . * فيلم "رشيدة" يروي سنوات الإرهاب التي ضرب الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، حيث تتعرض المعلمة رشيدة إلى مضايقة إرهابيين الذين أرادوا إجبارها وضع قنبلة داخل المدرسة التي تدرس بها، ومن بين الإرهابيين أحد تلامذتها المدعو سفيان، وأمام رفضها القيام بذلك يطلق أحد الإرهابيين النار عليها، لتختبئ بعد نجاتها من الموت مع والدتها في قرية صغيرة أين تعتقد أنها فرت من عنف الإرهابيين ...