أهل الذكر الصافي، والفكر النضالي الثوري محليا، وعربيا، وكونيا يتذكرون أبدا ثورة الأقلام في دنيا الأنام، وذاكرة الأيام في مقابلة ثورة التحرير بالسلاح وكما يؤكد أنصار الحرية، وأبطال التحرير، فإن الصحافة الثورية رسالة ومسؤولية، قبل أن تكون عملا صحفيا بالمعنى الشائع للكلمة، والمجهودات التي بذلتها (جريدة المجاهد) (اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني بمسار وشعار «الثورة من الشعب وللشعب») وفي تكوين الوعي الثوري لدى المناضلين، وفي إعطاء صورة صادقة عن الثورة الجزائرية للرأي العام العربي والعالمي جعلت من هذه الجريدة مدرسة خاصة في الصحافة. صدر العدد الأول منها عام 1956م في مدينة (تونس) وانتشرت أعدادها في (دنيا العرب) وخارج الوطن العربي، فكان لها طبعات باللغتين الفرنسية والانجليزية، ويذكر صاحب كتاب «الجزائر في معركة البناء» الصحافي الكبير، والباحث السياسي الخبير عبد الرحمان محمود الحص اللبناني أنه قرأ «المجاهد» في أديس أبابا يوم زارها عام 1956م وشيئا فشيئا راحت «المجاهد» تدعم مكانتها في الجزائر، والأقطار العربية بفضل الجهاد القلمي الذي بذلته أسرة تحريرها في ميدان التكوين الفكري والعقائدي، وأصبحت «افتتاحية» المجاهد تتناقلها (وكالات الأنباء) في مختلف أنحاء العالم، وأصبح الإحراز على (فقرة) من فقرات افتتاحية (المجاهد) يعدّ سبقا صحفيا، تتباهى به وكالات الأنباء والأندية الصحافية والسياسية وعندما تحقق إيقاف القتال في الجزائر دخلت «المجاهد» الى الجزائر لتساهم بأوفر نصيب في معركتي الاستفتاء والبناء. وإذا كان مسارا 20 أوت 1955/ 1956م معلما خالدان في مسار الكفاح الوطني، فإن جريدة « المجاهد» هي بدورها القلعة الإعلامية الحصينة، رغم الفواجع والمواجع التي كانت تطبع يوميات الجزائريين والجزائريات بالداخل والخارج فكل قلم جزائري إعلامي (مجاهد) في جريدة (المجاهد) في أرض الجهاد على مدار (132سنة) (1830 1962)م. ونود لو جمعت كل أعداد «جريدة المجاهد» بالعربية والفرنسية والإنجليزية وصدرت في مجموعة فاخرة تحت إشراف مختصين، لتكون متوفرة في كل مؤسسة إعلامية، ومركز ثقافي في كل بلد بالخارج، لأن الإعلام الثوري لم ينل حقه من التألق وإعادة الاعتبار بل أن (الإعلام الثوري) يمكن أن يقام له الملتقى الدولي الجزائري للإعلام الثوري ليكون فرصة لربط جيل الثورة بجيل الاستقلال في المجال الصحافي الحر الجهادي.