صافرات الاستهزاء تبعد الضغط عن المحاربين منذ الإعلان عن هوية المنتخبات المنافسة للخضر في نهائيات كأس العالم المقبلة بالبرازيل لم تتوقف صافرات الاستهزاء والتشكيك في قدرات محاربي الصحراء الذين سيمثلون العرب والجزائر في المونديال العالمي بعد اقتطاعهم التأشيرة المؤهلة الى هذا العرس الكروي الكبير عن جدارة واستحقاق على حساب منتخبات من الحجم الثقيل في إفريقيا. قراءة الصحف البلجيكية والروسية لم تكن منطقية فيما يتعلق بحظوظ ممثلي المجموعة الثامنة التي تضم الى جانب الجزائر كوريا الجنوبية، بلجيكا وروسيا، حيث بالغ البلجيكيون في مدح منتخب بلادهم الى درجة ترشيحه للفوز باللقب العالمي وإن كانت الشياطين الحمر صاحبة الحظ الأوفر في مجموعة الجزائر لا يعني أن بقية المنتخبات متواضعة، ولا يمكنها مزاحمة بلجيكا في المونديال. كما كان للمدرب السابق للمنتخب الإنجليزي البلجيكي فابيو كابيلو تأثيرا كبيرا على ردود أفعال الشارع البلجيكي وبدرجة أكبر على لاعبي المنتخب ، تجلت في التصريحات النارية لقائد الشياطين الحمر الذي يبدو أنه تأثر فعلا بمفعول سحر المدرب كابيلو هذا الأخير الذي نسي أنه ذاق مرارة التعثر أمام المحاربين في مونديال جنوب إفريقيا عام 2010 أين عبث رفاق القائد كريم زياني آنذاك بهجوم إنجلترا واصطدمت تشكيلة النجوم التي يقودها واين روني بصلابة الحصن المنيع للخضر تحت زعامة الماجيك. ولا بد أن يعترف فابيو كابيلو بأنه واجه الجزائر في المونديال الإفريقي بنجومه لكن الشيخ سعدان فرض على الشياطين التعادل السلبي في مباراة بطولية عرفت أداء متميزا لرفاق بلحاج وخرج منها الإنجليز خائبين لأنهم وجدوا منافسا قويا فاجأهم بمستوى راق لا يحسن أداؤه سوى الكبار . * «كابيلو» لم يتخلص من عقدة المحاربين ولأن منافسي «الخضر» إستبقوا الأحداث بعدما وصفوا المحاربين بالضعفاء لإعتبارات عديدة غايتها معروفة وباطنها التخوف المسبوق من لاعبي المنتخب الوطني الذين عودوا جماهيرهم على صنع المفاجآت في أصعب الظروف بتجاوز أخطر المنافسين إذا ما كانت الروح القتالية حاضرة والمعروف أن الوطنية متجدرة في قلوب الجزائريين وهي أقوى سلاح يؤهلهم للذهاب إلى أبعد حد في المونديال . وعلى نفس الدرب سار الروسي تحت تأثير فيروس «إسمه كابيلو» الذي أشعل الحرب الباردة مبكرا وكشف عن تخوفه قبل الأوان من المنتخب الذي كرس فشله مع انجلترا ومهما كانت تأويلات المنافسين الذين يجدون في الجزائر لقمة سائغة لبلوغ عتبة الدورالثاني أو أكثر قد ينقلب عليهم سحرهم وتتحول تفاهات هؤلاء إلى كابوس حقيقي مادام أن الخضر قادرون على تفجير مفاجأة مدوية في المونديال . سيما وأنهم من بين المرشحين لبلوغ عتبة الدور الثاني وهو ما ذهبت إليه أكبر هيئة كروية في العالم التي تكهنت بمونديال رائع للجزائر بينما المنافسين يرون العكس لغاية في نفس يعقوب لكنهم كشفوا أوراقهم بصورة مقلوبة لأن ما يتم الترويج له لتخفيف من حجم المنتخب الوطني ومكانته في المونديال سيبعد الضغط على المحاربين الذين سيدخلون المنافسة العالمية بأكثر راحة بعيدين عن الأضواء . ولعل ما يحدث حاليا للمنتخب الوطني المصنف افتراضا ضمن أضعف منتخبات المونديال قد يعيد للأذهان ملحمة خيخون وما فعله رفاق عصاد بلومي وماجر سابقا أمام الألمان حينما أبطلوا كل التكهنات التي كانت ضد المنتخب الجزائري بل أبكى أبناء محي خالف القائد السابق للألمان رومينيڤي عام 1982 بعدما وجه تصريحات ساخرة للخضر وكشفوا العوبة النمسا التي تواطأت مع الجرمان ضد الجزائر والتاريخ قيد نفسه بعد مرور 30 سنة من موقعة خيخون .