شكلت أكوام النفايات والمزابل الفوضوية بأغلب الأحياء والشوارع ديكورا ميز هذه الأخيرة والتي ضاقت بها الباهية ضرعا لا سيما وأن إرتفاع درجة الحرارة، ساهم في تعفين الأوساخ والقمامات المرمية بشكل عشوائي من قبل بعض السكان، الأمر الذي نجم عنه إنبعاث روائح كريهة تتسبب في تعكير صفو وإقامة السكان كما هو الحال بحي سيدي الهواري وبلاطو وكناستيل وحي المقري وأسامة والحمري وغيرها من الأحياء التي تعيش حالة مزرية للغاية جراء الإنتشار الكبير للأوساخ التي جلبت العديد من الحشرات السامة والجردان والقطط، وهو ما دفع العديد من السكان الى حرق هذه النفايات بسبب نقص بعض شاحنات وأعوان النظافة. وحسب تصريح السكان، فإن مظهر النفايات والأوساخ شوّه مداخل الأحياء، مما جعلهم يلجؤون لحملات تطهير كثيرة لتجنيب التجمعات السكانية كارثة صحية. وحسب ما أفادت مصادر من البلدية فإن أكثر من 50 شاحنة نظافة تم إقتنائها منذ أزيد من أربع سنوات والتي لا تزال معطلة بالحظيرة بالمقابل فإن العدد الحالي المتواجد في الخدمة لا يغطي بالكاد كافة القطاعات، الأمر الذي جعل التدخل محدود في ظل التوسع العمراني وكذا الرمي العشوائي للأوساخ والقمامات لدى بعض السكان، كما تجدر الإشارة أن تخوف السكان متواصل لمسلسل الإنتشار للقذارة والأوساخ بمختلف الأحياء خاصة تلك المناطق التي تحتوي على مسالك صعبة ولا تزورها الشاحنات. ورغم مساعي الجهات الوصية بتصحيح الوضع وحفظ ماء وجه هذه المدينة البهية، يزيد الوضع تأزما وسوادا، وتنتظر بفارغ الصبر الشروع في تطبيق المدينة النموذجية التي أختيرت لها بئر الجيربلدية نموذجية ابتداء من السنة المقبلة، وهو ما قد يريح الأنفس المضطربة ولو الى حين. ويحزّ في النفس أقوال وتعليقات من نلقاهم من المواطنين العاديين والنخبة الذين إذاعلموا بأننا من رجال الإعلام يهمّون برشقنا بكمّ من التساؤلات لماذا لا يتكلمون عن "المدينة الوسخة" لقد أصبح المواطن الوهراني يكره إنتماءه لهذه المدينة بسبب الزبالة التي تقابله في كل مكان ويعطون عدد من الأمثلة عن المدن المثالية في النقاء والنقاء والنظافة، حيث يقولون أنظروا مستغانم فهي وردة وزوروا تلمسان فهي لؤلؤة، ولما لا تكون وهران مثالا للبهاء والصفاء الذي كان يتغنى به الشعراء ويردده رجالاتها في قوافيهم عبر الأزمنة والأعوام الماضية. أما مسؤولونا فلا يغادرون من هذه المدن والولايات ويكتفون بالقول أنهم يسعون ويعملون على جمع الأطنان الكبيرة والضخمة يوميا من الشوارع والأحياء لكن لا حضارة المواطن الوهراني ولا مبالاته لها القسم الأكبر في إستفحال الوضع وتأزمه ولذا وجب علينا سنّ قوانين ردعية بمعاقبة المخالفين وكذا ضرورة وضع وقت محدد لرمي الأوساخ في مكان محدّد ومجهّز.