ووري التراب يوم اول امس بمقبرة سيد الحاج بن عامر حوالي 60 كلم جنوب البيض المجاهد الرائد مولاي ابراهيم عبد الوهاب عن عمر يناهز 85 سنة. وكان في توديع الفقيد جملة من رفقاء الكفاح، السلطات المحلية العسكرية والمدنية اضافة الى جمع غفير من المواطنين و قد تقدم الجمع وزير المجاهدين محمد شريف عباس والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية للشؤون المغاربية والافريقية مساهل عبد القادر اضافة الى قائد الناحية العسكرية الثانية وكانوا مرفوقين ب 50 ضابطا من ضباط جيش التحرير الوطني. هذا ولم تدخر السلطات المحلية بالبيض جهدا في تهيئة الظروف للمعزين خاصة للضيوف القادمين من الجزائر العاصمة و الذين فاق عددهم 300 شخصية وطنية وسياسية معروفة منهم وزراء سابقون وقادة عسكريون متقاعدون تم نقلهم عبر ثلاث رحلات جوية خاصة مباشرة من مطار العاصمة الى مطار البيض حيث تم التكفل بهم على مستوى اقامة الولاية الى غاية انتهاء مراسم العزاء التي تميزت بتنظيم محكم و تخطيط دقيق. أما عن مراسم الجنازة فقد تميزت بالقاء كلمة تأبينية من طرف المنظمة الوطنية للمجاهدين تحدثت عن خصال ومآثر الفقيد ونوهت بالدور الكبير الذي لعبه على الساحة الوطنية سواء ابان ثورة التحرير وبعد الاستقلال بالاضافة الى قراءة مقاطع من وصيته التي تركها للاجيال خاصة جيل الاستقلال. من جانب اخر تم القاء كلمة التعزية التي بعث بها السيد رئيس الجمهورية من طرف مدير الشؤون الدينية والتي ختمها بدعاء خاص للفقيد اثر في الحاضرين. ويعد المجاهد الراحل الرائد مولاي إبراهيم أحد أبرز الوجوه الثورية بالبيض حيث كان قد إلتحق بصفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1947 وعمره لم يتجاوز 22 سنة وكان عضوا نشطا بالمنظمة السرية، كما كان من ضمن الأوائل الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني في أكتوبر 1955 إلى جانب الشهيد يوسفي بوشريط. وكان المجاهد الراحل قد تقلّد عدة رتب أثناء حرب التحرير المجيدة من قائد لكتيبة في 1955 إلى نائب قسم عسكري ثم قائدا للناحية الثالثة بالولاية التاريخية الخامسة بعد سنة 1959. كما شارك الرائد عبد الوهاب في العديد من المعارك أهمها معركة "الشوابير" سنة 1956 ومعركة جبل "بونقطة" ومعركة "المالحة" إضافة إلى كمين بوزرزور بالبيض. وأبرز ممثل المنظمة الوطنية للمجاهدين خلال الكلمة التأبينية التي قرأت خلال مراسم تشييع جنازة الفقيد بعض الخصال التي كان يتمتع بها الفقيد والتي كانت نابعة من وطنيته الفذّة التي دافع عنها بالنفس والنفيس وساهم في بناء الدولة الجزائرية لتكون وصيته الأخيرة الشباب والجزائر كرسالة لحمل المشعل والوفاء لعهد الشهداء.