تعززت المكتبة الإعلامية العالمية بإصدار جديد باللغة الإنجليزية ، من توقيع الصحفي الجزائري المتميز حسن زيتوني ، الذي أبى إلا أن يؤرخ من خلاله تجربته الصحفية ، الحافلة بالإنجازات المهمة و المحفوفة بالمخاطر كما بالمغامرات ، على مدار عشرين سنة من العمل الميداني التلفزيوني المتواصل ، ليرصد متاعبه المهنية و يسرد ما عايشه من أحداث في مشارق الدنيا و مغاربها ، تطرق إليها بالتفصيل في كتابه "صدقوني كنت هناك: وراء الأحداث كمراسل تلفزيوني عربي" ، الذي صدر منذ حوالي شهر ، عن دار "أوثر هاوز" الأمريكية عبر فرعها في العاصمة البريطانية لندن ، حيث يروي فيه أهم و أبرز المحطات التي ميزت مسيرته الإعلامية ، كصحفي مقتدرو محنك و ملم و متمكن من أدواته المهنية ، تسلح بها في مهامه و رحلاته و تغطياته الميدانية ، فكانت له الحصن المنيع ، في الأحداث الساخنة و المناطق الخطرة ، و كل بؤر التوتر عبر العالم برمته ، التي جعلت منه نجم قناة "أم بي سي" و أشهر مراسل صحفي بالوطن العربي ، على غرار أسماء كثيرة من الصحفيين الجزائريين العاملين بأكبر القنوات العربية ، الذين فرضوا أنفسهم على الساحة العالمية ، واحتلوا مكانة مرموقة في أكبر المنابر الإعلامية. يكشف حسن زيتوني في هذا الكتاب ، الذي يعد أول مؤلف يخطه ، و يلج من خلاله عالم الكتابة ، بعدما قرر أن يلملم شتات معلوماته و يرتب أفكاره في مؤلف موجه للإعلاميين بالدرجة الأولى ، حقائق كثيرة عن العمل الميداني في التلفزيون ، بالنسبة للمراسلين الصحفيين ، ليضعها بين أيدي القراء لا سيما أهل الاختصاص و يستحضر و إياهم محطات قوية من مساره المهني ، عبر 220 صفحة من هذا الكتاب ، استهلها بالدخول إلى الأراضي السورية عبر البوابة التركية ، في محاولة لفهم و اكتشاف طبيعة ما سمي "بالربيع العربي" ، الذي عصف بالشام ، و بغيرها من البلدان على غرار ليبيا و اليمن و مصر و تونس ، تم عرج على حادثة اختطافه بليبيا ، من خلال قصة مأساوية تقشعر لها الأبدان ، غاص في أدق تفاصيلها و أسهب في سردها ، و بيّن كيف واجهها بشجاعة فولاذية و حكمة لا متناهية ، دون أدنى خوف من مصير مجهول ، و هي الرسالة التي أراد حسن زيتوني أن يوصلها إلى زملائه الصحفيين أينما كانوا ، بغض النظر عن الظروف التي وجدوا فيها و المخاطر المحدقة بهم . يواصل حسن زيتوني في هذا المؤلف ، تقليب صفحات ذكرياته الإعلامية و استنطاق ذاكرته المهنية ، ليحط الرحال في قلب المعارك و الحروب ، التي خاضها بشجاعة كبيرة و دون أدنى خوف ، من أجل نقل الحقيقة بالصوت و الصورة و تنوير الرأي العام العالمي ، بكل موضوعية و مهنية و احترافية عالية ، فكان شاهدا على ما جرى في حرب الشيشان بالقوقاز، و لم يكترث لآلة القصف الروسية ولا لقساوة الطبيعة ، كما واكب أحداث حرب تيمور الشرقية باندونيسيا عن كثب ، و رصد تطوراتها بمصداقية ، و كم جازف بحياته في غمرتها ، لكن بين هذا و ذاك ، كان حسن زيتوني السباق في تحقيق السبق الصحفي في الإعلام العربي ، و ها هو اليوم ينقل تجربته الميدانية بأمانة حتى يستفيد مها غيره ، باعتبار أنه يقدم شرحا مفصلا حول الأساليب المختلفة لمعالجة الأحداث و نقل الأخبار و كتابة التقارير الصحفية و التحلي بالمصداقية ، و كلها جاءت وافية و شافية في هذا الكتاب ، الذي يجمع الكثير من القصص في أماكن و أزمنة مختلفة ، ستأخذ القارئ في قلب الكثير من الأحداث عبر العالم ، ليكتشف حقيقتها و يستكشف ثقافات الشعوب التي شهدتها و عايشتها، و هو يباع حاليا عبر الأنترنت في موقع "أمازون" ، كما شرع في إطلاق حملة إعلانية حتى يصل الكتاب إلى رفوف كل المكتبات ، وفي هذا السياق صرح حسن زيتوني ، أنه بصدد تأليف نسخة أخرى باللغة العربية ، أكثر ثراء من حيث التفاصيل و الملحقات ، و أقرب منها إلى الكتب الأكاديمية ، حتى يستفيد منها الطلبة الجامعيون ، و هو حريص كل الحرص على أن تكون مرجعا لمراسلي المستقبل. الكثيرون لا يعرفون بأن حسن زيتوني ولج عالم الصحافة عبر جريدة الجمهورية ، في بداية الثمانينيات كمراسل لها من الجزائر العاصمة ، و كان أول ما نشر له ، حوار مطول مع الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي ، انفردت به الجمهورية بنشره قبل أية صحيفة وطنية أخرى ، حيث كانت ميادة الحناوي آنذاك تشق طريقها الفني ، و كان هو لايزال طالبا بمعهد العلوم السياسية ، و كلاهما حققا النجومية و الشهرة كل في مجاله.