وفية بلعربي.. المرأة التي خرجت من بيتها ذات يوم في حقبة الاستعمار لتلتحق بصفوف التحرير الوطني وترفع التحدي مع مجموعة من الوجوه الفنية من بينهم الهادي رجب، مصطفى كاتب، أحمد وهبي، صليحة الصغيرة وغيرهم من الذين حملوا أرواحهم على كفهم من أجل التضحية في سبيل رؤية الجزائر حرة مستقلة، فهؤلاء كانوا ينشطون في فرقة مسرحية وطربية وجابوا العالم من أجل جمع الأموال لشراء الأسلحة وتزويد الثورة المجيدة بالمال لتستمتر وليعرفوا بصوت الجزائر الحر. ولدت الراحلة بلعربي وفية سنة 1933 بوهران، بدأت حياتها الفنية مع فرقة حميد شارلو بمدينة وهران، كما التحقت مع بداية الخمسينات بفرقة جبهة التحرير الوطني تحت قيادة مصطفى كاتب وأحمد وهبي كممثلة ومغنية في نفس الوقت وبعد الاستقلال التحقت بالمسرح الوطني الجزائري كان ذلك في 1 مارس 1963.شاركت الفنانة وفية في أغلب الإنتاجات الوطنية فمع المسرح الجهوي بوهران، شاركت في أغلب مسرحيات ولد عبد الرحمان كاكي رحمه الله مثل الڤراڤور، الڤراب والصالحين، الأمطار الخالدة وغيرها، وساهمت كذلك في جل أعمال المرحوم عبد القادر علولة منها الخبزة، العلق وإلى كلا يخلص، حوت يأكل حوت، بالإضافة إلى كل هذا شاركت في عدة أفلام جزائرية ومسلسلات مثل المفتش الطاهر، فيلم قورين لمحمد افتسان، مسلسل أزمة أسرة لمحمد حويذق، الشمس لزكرياء ،شويطر للحاج رحيم، وأعمال أخرى لا تعد ولا تحصى إلى أن أحيلت على التقاعد ،والذي فرض ويفرض على فئات مثقفة ومبدعة في أوج عطاءاتها ،فإن الراحلة وفية شعرت بنوع من الإحباط وعبرت عنه عدة مرات في حياتها من خلال تواجدها في ملتقيات ومهرجانات مسرحية، ولما يئست ابتعدت عن الأضواء إلى أن انطفأت شعلة الحياة في جسدها ذات يوم من سنة 1998 بوهران.وهكذا فقد المسرح الجزائري واحدة من عناصره الممتازة .