الحديث عن الثورة الجزائرية لا يقتصر فقط عن الثوار الذين حملوا السلاح لمقاومة الإستعمار الغاشم بل يمتد إلى فئات أخرى ناضلت بطريقتها حاملة رسالة السلام في معظم الملاعب خارج الوطن.. الأمر يخص فريق جبهة التحرير الوطني الذي ولد بعد مؤتمر الصومام الذي انعقد يوم 20 أوت 1956 في قرية إفري الواقعة بوادي الصومام الذي أصدر عدة قرارات منها انشاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية.. فريق جبهة التحرير الوطني وبعد عامين أي سنة 1958 وبالضبط شهر أفريل.. وقتها فرّ اللاعبون الذين كانوا ينشطون في البطولة الفرنسية متوجهين خفية الى تونس، ملبين نداء الواجب، نداء الإلتحاق بالثورة، حيث هذا في الوقت أن بعض اللاعبين كانوا يتأهبون للعب مع المنتخب الفرنسي المتأهل الى مونديال السويد 1958... هذه القضية أحدثت ضجة اعلامية ليس في فرنسا بل في كل بلدان العالم.. الأسماء الجزائرية اللامعة كانت كثيرة نذكر رئيس مخلوفي مصطفى زيتوني، مختار عريبي، عبد الحميد كرمالي وآخرين... في تونس وتحت قيادة محمد بومرزاق تأسس فريق جبهة التحرير الوطني .. الفريق وقتها كما ذكرنا كان يدربه محمد بومرزاق بمعية عريبي وبعد ذلك انضم إلى العارضة الفنية عبد العزيز بن تيفور ويقول التاريخ أن الفريق الوطني خاض أول مباراة له ضد المغرب وفاز بهدفين دون مقابل وبعد ذلك تفوق على تونس ب 1-6 يقولون أن المنتخب كان يفتقر إلى المدافعين ولحل هذا المشكل انضم المدافع الجزائري القاطن بتونس خالدي حمادي الى الفريق وتحوّل قدور بخلوفي الى مدافع، كانت هذه هي بداية منتخبنا في تونس وبعدها جاء الموعد لحمل راية الجزائر خارج البلد المذكور.. فريقنا جاب عدة مدن، بكين، براغ، طرابلس وبلغراد وهانوي وعواصم أخرى وأينما حل إلا وكان يحظى باستقبال حار كيف لا وهو الذي كان يدافع عن قضية عادلة .. منتخبنا لعب في مشواره 62 مباراة فاز في 47 وتعادل في 11 وانهزم فقط في أربع مواجهات، رصيد يبين قوة المنتخب الذي شكل النواة الأولى للفريق الوطني بعد الإستقلال والأجيال السابقة تشهد أنها تكونت على يد جيل الثورة.. اسألوا بلومي، ماجر وشريف الوزاني، عن عمارة سعيد. ورويعي ورشيد بخلوفي.. كل هؤلاء وآخرين واصلوا مهمتهم للمحافظة على تألق كرة القدم الجزائرية.. اليوم ونحن نحتفل بالذكرى ال 56 لإندلاع الثورة نقف وقفة إجلال وتقدير لهؤلاء المناضلين الذين منهم من غادرنا وللأبد فما عسانا سوى الترحم عليه والمرضى ندعو لهم بالشفاء والذين مازلوا على قيد الحياة نتمنى لهم الصحة والعافية لأننا منهم ومن كل الثوار كسبنا الروح الوطنية وبلادنا تبقى عزيزة علينا ولو ضننت، هذا هو المبدأ الذي لابد أن تسير عليه الأجيال الحالية ليس في الرياضة وفي كرة القدم بل في كل المجالات الحياتية.