350 دينار للكيلوغرام بالمدجنات و385 دينار بالقصابات. التنظيف غير الجيّد وغياب شاحنات التبريد وراء فساد كميات كبيرة في السوق. تعرف أسعار الدجاج في أسواق التجزئة هذه الأيام قفزة غير مسبوقة في موسم الصيف حيث وصلت الأسعار أمس إلى 385 دينار للكيلوغرام الواحد بعد أن كانت قبل أسبوع 330 حتى 350 دينار فالتهاب الأسعار أثار استياء و تساءل المواطن الذي بات يستيقظ في كل يوم على مفاجأة جديدة تثقل كاهله. وعن أسباب هذا الارتفاع المقلق لأسعار الدجاج اقتربنا من بعض الوسطاء و تجار اللحوم البيضاء الذين أكدوا أن سعر الدواجن ارتفع عند المربين حيث وصل أمس إلى 350 دينار و يفرض ذلك على تجار التجزئة زيادة 20 دينار على سعر الجملة، وأكد المتحدث أن مربوا الدواجن يسجلون يوميا خسائر كبيرة بفعل ارتفاع درجات الحرارة فيهلك يوميا عدد كبير جدا من الدواجن الأمر الذي يجعل الكثيرين يعزفون على تربية الدجاج في فصل الصيف و بالتالي لا تتوفر البضاعة حسب الطلب يعرضون الكمية المتوفرة بأسعار مرتفعة محاولين تعويض الخسائر. و أضاف أحد التجار أيضا أن أغلب أماكن تربية الدجاج غير مطابقة للمعايير الصحية حيث أنها لا تتوفر على أدنى الشروط التي تحول دون هلاك الدجاج أمام غياب التهوية و الجو الذي يلائم تربية مثل هذا النوع من الطيور. هذا فضلا على إشكال آخر طرحه أحد تجار التجزئة وهو تعرض لحوم الدواجن إلى الفساد قبل وصولها إلى التاجر حيث يتم بعثها من المدبحة في شاحنات لا تحتوي على غرف تبريد و يصل بذل الدجاج فاسدا ليتم رميه على الفور. ومن جهتها أكدت مصالح من مفتشية البيطرة أنه تم حجز خلال هذه الصائفة ما يعادل 400 كغ من لحوم الدجاج التي كانت موجهة للاستهلاك، و أضاف مصدر من مصلحة قمع الغش بمديرية التجارة أن أسباب فساد لحوم الدجاج يرجع إلى انقطاع سلسلة التبريد و عدم احترام شروطها من قبل التجار. ومن جهته أكد السيد زكي حريز رئيس الفديرالية الجزائرية للمستهلكين أن مشكل فساد لحوم الدواجن يعود في الأساس الى عملية التنظيف غير الصحيحة حيث لا يتم تفريغ الدجاجة من كل الأحشاء فتبدأ عملية الفساد انطلاقا من العنق و تزيد حرارة الصيف و نقل اللحوم في شاحنات غير مبردة حسب المتحدث في سرعة الفساد و تلف هذه المادة الاستهلاكية الحساسة و أن عمليات الحجز أضاف مصدرنا ليست حلال لهذا الإشكال المطروح والأفضل هو المزيد من التوعية و التحسيس و الوصول إلى الاحترافية في مجال السلامة الغذائية لأن العقوبات الآنية لن تغير من حجم الكارثة التي باتت تهدد أمن و صحة المستهلك و تتسبب في خالات تسمم كثيرة. هذا و في جانب آخر نشير إلى الأمراض التي أصبحت تتسبب فيها لحوم الدجاج فضلا على التسممات فهناك أمراض أخطر تأتي جراء اعتماد المربون على تلقيح الدجاج بمضادات حيوية من اجل تسمينه ذلك ما تم الإشارة إليه في أكثر من لقاء بوهران للمصالح الطبية التي دقت ناقوس الخطر و حذرت من هذه المواد الكيميائية المسمنة و نذكر في هذا الصدد آخر دراسة لمؤسسة مارشفيلد للأبحاث الإكلينيكية بالولايات المتحدة تناولت الموضوع و أعطت نتائج مخيفة أكدت فيها وجود مؤشرات قوية على أن تناول لحوم دواجن تم تربيتها بطريقة تغذيتها بمضادات حيوية يحمل مخاطر صحية وأهمها الإصابة بأنواع البكثيريا المقاومة لمفعول المضادات الحيوية العلاجية والذي يحصل هو أن الإنسان أيضاً يتناول جينات وهي عبارة عن أجزاء من الحمض النووي لنواة خلايا البكتيريا تحمل الصفات الوراثية لمقاومة المضادات الحيوية. ثم حينما تصل الجينات هذه إلى أمعاء الإنسان فإن البكتيريا التي في أمعائه تكتسب الشفرات التي تختزنها هذه الجينات وبالتالي يصعب شفاء الإنسان منها حسب ما أوضحته الدراسة.