اجتمع نهاية الأسبوع , المجلس العلمي لجمعية السلام الأخضر في دراسة له حول واقع البيئة بالولاية . تم من خلالها الاستماع إلى التقارير الواردة من طرف فروعه بالبلديات المتواجدة بها المناطق السهبية و التي تعرضت إلى أضرار كبيرة نتيجة انتهاكات تورط بها الإنسان بالدرجة الأولى , . إذ تعتبر إشكالية التصحر التي تعاني منها المناطق السهبية بالولاية و التدهور الخطير الذي مسها خلال السنوات الأخيرة أمام أنظار المجالس المنتخبة و الهيئات الرسمية التي لم تحرك ساكنا وبناء على التقارير الواردة من طرف المديرية العامة للغابات المدعومة بصور للأقمار الصناعية التي تبرز هلاك المناطق السهبية بولاية تيارت , بينت أن هذا الفضاء السهبي قد تعرض للضرر و التدهور بنسبة 47 بالمائة و يعود سببه إلى عمليات الحرث العشوائي غير المنظم . إذ بعد التساقطات المطرية الأخيرة زادت من وتيرة الحرث العشوائي بشكل مفرط , بعدما تم استعمال الجرارات ليلا بكل من بلديات الفايجة و عين الذهب و سيدي عبد الرحمان و الشحيمة و هذا بتواطؤ مع منتخبين محليين و بعض الهيئات الرسمية . حتى أن الأودية لم تسلم هي الأخرى من الحرث العشوائي خاصة و أن القانون يمنع تماما عمليات الحرث بها مما قد يغير مجرى الوادي و يضر بالبيئة كما أن الضايات لم تسلم فبدل حرث واحد هكتار لما ينص عليه القانون فإن مافيا المناطق السهبية تقوم بحرث أزيد من 20 هكتارا بها مما يؤدي إلى تعرية الأرض من الغطاء النباتي . فيما شهدت هذه الضايات حفر مئات الآبار بدون تراخيص و هذا لاستغلالها في سقي المحيطات المغروسة بالخضروات مما ينعكس سلبا على الجيوب المائية الجوفية و يهدد المنطقة بصفة عامة إلى خطر التصحر الكلي . حتى أن المحافظة السامية لتطوير السهوب أصبحت مشاريعها معطلة و نشاطها مشلولا حسب جمعية السلام الأخضر التي دقت ناقوس الخطر , بعدما وقفت أمامها مافيا السهوب و حتى للجهات المتواطئة معها في غياب كلي للمراقبة . و في ظل هذا الصمت للمسؤولين عن ارتكاب الجرائم في حق البيئة فإن جمعية السلام الأخضر تندد بهذه التصرفات غير المسؤولة و المضرة بالدرجة الأولى بالمناطق السهبية . مطالبة بتدخل والي تيارت للنظر في هذه المشكلة البيئية المطروحة و الوقوف على الأضرار الجسيمة التي ألحقت بهذا الوسط الحساس و الإخلال بالتوازن الإيكولوجي .