قريبا حملة تحسيسية بالإقامات الجامعية والثانويات توج الفيلم القصير " مدمنة " للمخرج " سيدي محمد بلفضال " من وهران بجائزة لجنة التحكيم ضمن فعاليات الأيام الوطنية الثانية للفيلم القصير هواة التي احتضنتها ولاية سيدي بلعباس خلال الفترة الممتدة ما بين 30 أكتوبر و 1 نوفمبر الفارط ، حيث استطاع الفيلم على مدار 13 دقيقة أن يؤثر على أعضاء لجنة التحكيم المكونة من الدكتورة " برمانة سامية " أستاذة بقسم الفنون بجامعة سيدي بلعباس، و الأستاذ " مداح سيدي محمد " الذي يملك تجربة كبيرة في مجال السمعي البصري و أيضا الكاتب والمخرج السينمائي " شواط محمد " ، ولأن فكرة النص استهدفت بالدرجة الأولى فئة الفتيات اللائي صرن مهددات بالموت بسبب هذه الآفة الخطيرة التي انتشرت بكثرة في مجتمعاتنا ، فقد أجمع الأعضاء على أهمية الموضوع الذي يندرج ضمن الطابوهات التي لم يسبق التطرق إليها في عالم السينما الجزائرية ، خصوصا أن المخرج نجح في ترتيب المشاهد الدرامية و تحريك عناصر اللعبة السينمائية وفق رؤية فنية دقيقة مكنت المشاهد من لمس الواقع المعاش و الإحساس بمخاطر الإدمان و تأثيراته السلبية ، ورغم أن السيناريو كان محكما وواضحا إلا أن طريقة توظيف الفكرة أو القضية بحد ذاتها استلزمت الكثير من الحذر من طرف الممثلين الذين نجحوا في تقمص الشخصيات و إقناع اللجنة بالآداء ، ويتعلق الأمر ببطلة الفيلم الممثلة " سايح فرح " ، الممثل " سمير زموري " ، " سمير بودهري " ، " بوعنان ليلى " ، " شردوان كهينة" و الممثل " الياس ساكر " ، إضافة إلى الدكتور في طب الأعصاب " شنيني " الذي كان له دور هو الآخر في الفيلم السينمائي .. وفي هذا الصدد أوضح الممثل ومساعد المخرج " زموري سمير" أن الجائزة مكسب لمدينة وهران وللسينما المحلية بها و ليس فقط لجمعية الأمل الثقافية ، مشيدا في نفس الوقت بطبيعة الموضوع الذي عالجه العمل السينمائي القصير والمتعلق بإدمان الفتيات للمخدرات و الأقراص المهلوسة ، إذ اعتبره موضوعا حساسا يندرج ضمن الطابوهات الاجتماعية التي لم يسبق الإشارة إليها في السينما الجزائرية ككل ولم تأخذ نصيبا كافيا في المعالجة و التحليل على عكس النصوص الدرامية والقصص البوليسية ، كما لم يحدث أن وجّه أي مخرج عدسات كاميراته نحو ملف مماثل رغم خطورته و انتشاره الكبير في مجتمعاتنا .. كما أكد " زموري " في التصريح الذي خص به جريدة الجمهورية أمس أن الجميع معنيون بهذه الآفة الخطيرة التي استفحلت بكثرة وسط أولادنا و بناتنا وصار من الضروري إماطة اللثام عن مخاطرها و سلبياتها المميتة .. الأمر الذي دفع بجمعية الأمل الثقافية على رأسهم مخرج العمل و كافة الممثلين إلى التفكير في تنظيم حملة تحسيسية عبر جل الإقامات الجامعية والثانويات بوهران قصد توعية الجيل الجديد بمخاطر المخدرات و تحذيرهم من الاقتراب منها و إدمانها ، حيث سيقوم الطاقم الفني بعرض الفيلم السينمائي أمام الطالبات والطلبة و فتح باب النقاش و التحاور مع المخرج و الممثلين بهدف إبراز أهداف العمل و الغرض من إنتاجه إلى جانب تقديم نصائح و طرق تجنب الوقوع فيها .