قصة الحجاب في فرنسا بدأت أواخر سنة 1989 في ثانوية بضاحية (كري)الباريسية عندما رفض مدير الثانوية أرنست شونيير (أصله من جزر الأنتيل ) ثلاث طالبات عربيات مسلمات الى المؤسسة وهن يضعن مناديل (خمارات) على رؤوسهن فأحدث ضجة في الأوسط السياسية والدينية والاجتماعية والاعلامية وقتها لم تكن حرب على الارهاب ولاداعش ولا القاعدة مجرد تصرف شخصي من مسؤول تحول الى قضية شغلت فرنسا وترددت أصداؤها في العالم وظهر لأول مرة أن للعلمانية محرماتها وطقوسها وسدنتها الذين يحمونها من قطعة قماش على رأس مهاجرة مسلمة ووصلت القضية الى الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان )حيث عبر النائبان الاشتراكيان أدمون فاكان وجاك لافيدرين عن معارضتهما لغطاء الراس في المدارس الفرنسية بوضع منديلين مربوطين بشريط احمر على راسيهما وظلت المعركة محتدمة بين المؤيين لمنع الحجاب في المدارس العمومية والمعارضين حتى سنة 2004حيث صدر قانون يمنع ارتداء الحجاب في المؤسسات العمومية الفرنسية بما فيها المدارس والجامعات لكن الجدال لم يتوقف وازدادت مطالب حماة اللائكية الحاحا لحظر الحجاب في المؤسسات والاماكن العمومية وتمكنوا من استصدار قانون يمنع وضع النقاب لإخفاء الوجه لدى النساء في الأماكن العمومية سنة 2010م بدعوى صعوبة التعرف على المراة المتنقبة وكل من تخالف القانون يفرض عليها دفع غرامة مالية قيمتها 150أورو وهكذا تتخلى فرنسا عن مبادئي الحرية التي تسمح بالاختلاف والتنوع وتحترم حرية ومعتقدات الافراد والجماعات لتسير على درب الانظمة الشمولية القمعية التي تفرض الناس نمطا معينا في اللباس والتفكير كما فعلت الشيوعية والفاشية والنازية لأن الحكومات الفرنسية بدأت تستجيب لرغبات المتطرفين من اليمين واليسار المعادين للمهاجرين الذين يتعرضون لحملات مغرضة ومجحفة بدوافع عنصرية