تستعدّ جامعة وهران للمشاركة في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011 حسبما أكده رئيس هذه المؤسسة التعليمية، وقد أوضح السيد العربي شاهد أن التحضيرات جارية على العديد من المستويات بجامعة وهران لأجل المشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الثقافية الدولية وذلك من خلال برنامج علمي وثقافي سينشطه نخبة من الأكاديميين والباحثين التابعين لجامعة وهران. ودائما في ذات الصّدد فإنه من المنتظر أن يشارك هؤلاء المختصين في تنشيط العديد من الندوات والملتقيات الفكرية وحتى الأيام الدراسية المبرمجة حول عدة مواضيع إجتماعية وثقافية وحتى اقتصادية مادامت تصبّ مجملها في الدائرة التاريخية لمدينة تلمسان العريقة التي تزخر بموروث كبير ناهيك عن الدور التاريخي في تفعيل الثقافة الإسلامية بالوطن العربي مما جعلها تحتل مكانة مرموقة في قائمة أعرق المدن العربية والإسلامية نظرا لآثارها ومآثر علماءها في هذا الجانب، وقد إتفق معظم المؤرخين على أن ولاية تلمسان تعتبر من أهم المناطق الجزائرية ثراءا وعراقة كما أنها شهدت مراحل تاريخية كثيرة ساهمت في تألقها وجعلها المدينة العربية الأمثل التي تستطيع احتضان مثل هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي تستقبل الآلاف من المشاركين والمختصين في عالم الآثار والتاريخ من مختلف الدول العربية والمغاربية. ومن جهتها فإن جامعة وهران ستعزّز مشاركتها ضمن هذه التظاهرة بحضور مشرّف يضمنه برنامج علمي وثقافي ثري وهذا على ضوء الاتفاقية التي أبرمتها إدارة الجامعة مع وزارتي الثقافة والشؤون الدينية والأوقاف حسبما أكده ذات المسؤول الذي أوضح حجم الجهود التي تبذلها هذه الأخيرة للظهور بشكل جيد وتمثيل وهران بطريقة مميزة كما تعودت على ذلك في جل مشاركاتها العلمية والأدبية، وهو ليس بالشيء الجديد على جامعة وهران التي تتطلع لتحقيق تألق مرتقب ومشاركة نوعية في هذه المظاهرة. وليس هذا فحسب فقد أضاف نفس المتحدث على أن الجامعة تضم عددا هاما من الأساتذة المتخصّصين في تاريخ الثقافة الإسلامية وباحثين تألقوا في الكثير من التظاهرات الوطنية والدولية بعد أن قدموا بحوثا جيدة تم اعتمادها في العديد من الإتفاقيات بين جامعة وهران والجامعات الأخرى وهذا كفيل بأن يسمح لهم بالإندراج ضمن قائمة الباحثين المعتمدين بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية حتى يتمكنوا من المشاركة ضمن الندوات البرمجة والموائد المستديرة المسطّرة مما سيساهم في اثراء مسار هذه الأخيرة من خلال بحوثهم وأعمالهم العلمية والمخبرية التي ستمكّن لا محالة من إماطة اللثام عن الموروث التاريخية والثقافي الإسلامي الذي تحتكم عليه هذه المنطقة العريقة من غرب البلاد، كما ستكشف للضيوف العرب أهمية الموروث التاريخي للجزائر ومدى مساهمته في تجسيد تاريخ بأكمله كتب عنه الأجداد وتوارثه الأجيال، كما اعتمدت الهيئة التربوية في مقرراتها التعليمية عبر مختلف الأطوار من الإبتدائي الى الجامعي، وهذا إن دل فإنما يدل على الإهتمام الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية لتاريخها وإصرارها على تعليمه لأبناءها بطريقة مباشرة وغير مباشرة لاسيما في الطور الجامعي كونه فضاء واسع وشاسع لاكتشاف الموسوعة التاريخية للبلاد وتسليط الضوء على أهم المناطق العتيقة التي تزخر بالآثار وتشهد على مراحل قديمة مرّت بها هذه الأخيرة وساهمت في صنع ماضيها الذي هو في الحقيقة ما هو إلا تكملة للحاضر القريب المفعم بوقائع اجتماعية وسياسية لازال المجتمع الجزائري يعيشها بحذافيرها. وتجدر الإشارة أن هذه المساهمة التي ستقوم بها جامعة وهران ستعتمد أيضا على تقديم بعض الكتب لمؤلفين اشتغلوا بهذا الصّرح العلمي والتعليمي ومنشورات تناولت عدة مواضيع تخص عاصمة تلمسان وتسلط الضوء على أهم الأثار الثقافية الإسلامية فضلا عن عرض دراسات حول البحث في المخطوطات التاريخية.