أكد عدد كبير من أصحاب محلات صناعة الحلويات على مستوى مدينة وهران أنهم عزفوا هذه السنة عن صناعة "لابيش" حلوى عيد الميلاد المعروفة التي اختفت بالفعل من واجهات أغلب المحلات التي اقتصر عرضها على " الطرطة " و بعض الحلويات الأخرى، ما جعل العديد من المواطنين يتساءلون عن مصدر الحصول على "لابيش" في الوقت الذي اكتفى عدد كبير من المحلات المعروفة بتحضير كميات معتبرة و حسب الطلب على غير العادة. هذا وقد قمنا بجولة قادتنا إلى بعض محلات صناعة الحلويات بوسط المدينة التي اعتادت تقديم حلوى العيد مع آخر أيام كل سنة ميلادية ، في محاولة للاستفسار عن أسباب غيابها بعد أن سجلت طيلة سنوات حضورا ملفتا في أوساط المجتمع الجزائري، حيث أكد صاحب إحدى المحلات أنه لا يملك العمال المتخصصين في تحضيرها هذه السنة نظرا لعزوفهم و رفضهم لصناعة هذا المنتوج الخاص في هذه الفترة من كل عام، كما أن الطلب عليها تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة ، و أضاف مالك لمحل حلويات أيضا أنه لا يحضرها إلا بعد تسجيل عدد معتبر من الطلبات و لم يشأ تقديم السبب مبررا ذلك بتراجع الإقبال مقارنة بالكميات التي كان يحضرها في الأعوام الماضية. و من جهته أفاد تاجر حلويات أنه توقف هذه السنة كليا عن تحضير و بيع "لابيش" قائلا أنه مسلم و أنه يرفض أن يطعم أولاده مالا حراما ، مضيفا أنه اقتنع بأن الاحتفال سلوك لا يناسب المسلم ، رغم الأرباح التي يمكن أن يحققها نتيجة بيعه الحلوى التي طالما عرفت ّإقبالا كبيرا رغم غلاء أسعارها التي كانت تتراوح مابين 2000 دينار إلى 4 آلاف دينار و أكثر ، و المتجول بشوارع وسط المدينة يلاحظ تراجع مظاهر الاحتفال بالسنة الميلادية التي كان تظهر بشكل ملفت عبر واجهات مختلف المحلات التجارية من خلال عرض التهاني و الصور و الأضواء ، ناهيك عن الأشكال المتنوعة و المغرية للحلويات والشوكولاتة ، و حسب بعض المواطنين فان ذلك راجع إلى تصادف نهاية العام بالذكرى العظيمة لمولد سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام ، ما جعل أغلبية العائلات تكتفي بالاحتفال بهذه الذكرى دون غيرها.