حميد ڤرين: «الجمهورية» يومية إعلامية كبيرة عبد الغني زعلان: «الجمهورية» إرث وميراث يفتخر به كل جزائري محمد شريف زروالة: رهان التعريب كان تحدّيا حقيقيا احتفلت أمس "الجمهورية" بالذكرى ال40 لتعريب اليومية، في حفل بهيج بمقر الجريدة، حضره جمع غفير من المدعوين وقدامى "الجمهورية"، الذين صنعوا في وقت قريب مجد وسؤدد هذه الصحيفة الغراء، وقد أكد وزير الاتصال حميد قرين في كلمته التي ألقاها بمناسبة هذه الذكرى التاريخية المشهودة، أن هذه اليومية تملك ماضيا كبيرا، حيث قدمت بفضل سواعد أبنائها وبناتها الذين اشتغلوا فيها، الكثير من التضحيات في سبيل الرقي بالإعلام في بلدنا والدفاع عن المصالح العليا للشعب والدولة الجزائرية، وقال حميد قرين في كلمته، "إن الصحافي الناجح هو من يملك قلما سيالا يكتب باحترافية ومصداقية كبيرتين، وأنه لا يوجد إعلامي كبير وإنما صحف كبيرة، مشيرا إلى أن المفهوم الحقيقي للصحافة يكمن في العمل الميداني، وأن المعيار الحقيقي للحكم على الجرائد يكون بتأثيرها وليس بسحبها، ليثني في سياق حديثه، على العمال القدامى ل"الجمهورية"، حيث قال إن هذه الجريدة أنجبت طاقات إعلامية وتقنية كبيرتين، تحدت كل شيء من أجل رفع مستوى هذه الصحيفة العريقة التي احتفت في جو بهيج بذكراها ال40 لتعريبها. من جهته أكد والي ولاية وهران عبد الغني زعلان، في مداخلته التي ألقاها على مسامع الحضور، الذين غصّ بهم بهو مقر الجريدة، أن "الجمهورية" عنوان إعلامي كبير، وأن لديها إرث وميراث يفتخر به كل متابع لمسار هذه الصحيفة التي كان لها دور كبير في تغطية أهم الأحداث الوطنية والدولية الهامة، لاسيما في العشرية السوداء، موضحا أن لجيل اليوم مسؤولية كبيرة للحفاظ على هذا الصرح الكبير، مشيرا إلى أنه وكباقي قراء اليومية يساير باهتمام يومي تغطياتها الصحفية اليومية، مبديا إعجابه باحترافيتها وموضوعيتها في معالجة المواضيع، لا لشيء سوى لترقية مكتسبات الدولة والمواطن، مبرزا في نفس المضمار، الجدية والصرامة التي كان يتحلى بها أسلافنا في الماضي، داعيا شباب اليوم إلى الاقتداء بأثرهم، لاسيما وأن المخاطر كبيرة والظروف الراهنة إقليميا وعالميا صعبة، وتقتضي إعلاما قويا، يكون بمثابة الجدار الواقي للوطن ومعولا للبناء، وليس فأسا نهدم به استقرار وأمن بلدنا المفدى. وفي نفس السياق، أكد محمد شريف زروالة مهندس تعريب يومية "الجمهورية" وأول مدير على رأس هذه الصحيفة العريقة، أنه جد فخور لمشاركة إعلاميي الجريدة هذه الذكرى الغالية، موضحا أن مسألة التعريب لم تكن سهلة كما يتصور البعض، حيث كانت الرهان تحديا حقيقيا للعمال، لاسيما بالنسبة للمتعودين على اللغة الفرنسية، لكن وبالرغم ومن كل هذه المثبطات، إلا أنهم أبانوا عن كفاءة ومهنية عاليتين، حيث استطاعوا بإمكانياتهم البسيطة من تحقيق هذا الهدف المنشود، داعيا جيل اليوم إلى الافتخار بسلفهم الذين اشتغلوا في ظروف صعبة وبوسائل عمل قليلة وبدائية، وهو ما يؤكد فعلا أن "الجمهورية" منبر إعلامي متميز ومدرسة خرجت الكثير من الصحافيين البارزين والموهوبين. من جانبه أكد بوزيان بن عاشور المدير العام ل"الجمهورية"، أن هذه السانحة تمثل محطة هامة تقتضي منا تذكر مآثر وتضحيات قدامى الجريدة، موضحا أن ملحمة تعريب اليومية لم تكن بالمهمة السهلة، حيث قدم الجميع تضحيات جسام وتمكنوا بفضل تفانيهم في العمل من صنع الحدث والتغلب على جميع الصعاب التي واجهوها للوصول إلى أهدافهم التي وضعوها نصب أعينهم، مبرزا فضل هؤلاء الإعلاميين الكبار في تكوينه وتعليمه أبجديات الصحافة، موضحا أن هذا الحفل المتواضع الذي حضره العديد من المدراء السابقين، التقنيين، الإداريين والمراسلين القدامى، عربون وفاء لهذه الخميرة من الرجال والنساء الذين صنعوا تاريخا مشرقا وناصعا لهذه اليومية الغراء. وفي نفس المضمار دعا سوالي محمد رئيس جمعية "أحباب الجمهورية"، إلى إقامة متحف ثقافي علمي لإبراز تاريخ وعراقة هذه الصحيفة العريقة، مشيدا بالعمل الشاق والجبار الذي قام به العديد من صناع حدث تعريب "الجمهورية" وأن تكريمهم يمثل أفضل رسالة للتعبير عن تقدير هذه الجمعية الفتية لهذه الكوكبة من الأقلام الصحفية المبدعة والكفاءات التقنية اليافعة.