نظمت صباح أول أمس الخميس، المصلحة الجهوية للأمن العمومي بالتنسيق مع المستشفى الجامعي لوهران، حملة تحسيسية وقائية حول التدخين وأضراره على صحة الإنسان. النشاط التوعوي الهام الذي حضره، رئيس المفتشية الجهوية لشرطة الغرب وهراني محمد، مدير مدرسة الشرطة لسيدي بلعباس أورابح عبد القادر، البروفيسور برابح رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والبروفيسور بوزيان، فضلا عن إطارات عن مديرية الصحة والسكان بالولاية، كان فرصة لإبراز مخاطر التدخين، توفير الإطار الصحي لفائدة رجال الشرطة، وترقية الثقافة الصحية لدى هذا الجهاز، بما يكفل ممارسة مهامهم في ظروف مهنية ملائمة. وأجمع الأساتذة المختصون في مداخلاتهم، أن ظاهرة التدخين وخلافا للدول المتقدمة التي شهدت تراجعا، بفضل حملات التحسيس والإجراءات القانونية الصارمة، فإنها على العكس من ذلك تفاقمت بشكل محسوس في بلدنا، حيث كشفت إحصائيات رسمية قدمها البروفيسور برابح عن تسجيل وفاة 150 ألف شخص سنويا في الجزائر، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وإحصاء 4000 إصابة بالسرطان، و1000 حالة بالجلطات الدماغية، مضيفا أن عدد المدخنين في الجزائر قد تضاعف ب3 مرات، منتهزا فرصة هذا اللقاء التوعوي ليجدد دعوته، من أجل تكثيف الحملات التحسيسية، للحد من ظاهرة التدخين القاتلة، حيث باتت هذه الآفة المدمرة تأخذا اليوم أبعادا مقلقة تشغل بال السلطات العليا في البلاد، ما يستدعي من الأساتذة والأباء والمسؤولين على رفع التحدي من أجل توحيد الجهود للتغلب على هذا الظاهرة الخطيرة، بدءا بأماكن العمل كالمطارات والمصالح الإدارية...إلخ، والساحات العمومية التي تكثر فيها الحركة والنشاط. وفي هذا الصدد، أبرز الدكتور صحراوي أستاذ مساعد بمصلحة أمراض الرئة بوهران، أن تحقيقا أجري من لدن فريق طبي على 1000 تلميذ في الطور الثانوي من 31 ماي إلى 4 جوان 2015، أن 88 بالمئة من المدخنين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة وأن أكثر من 98 بالمئة من الذين يدخنون من الرجال و2 بالمئة من النساء، مضيفا أن التحقيق أبرز أن 32 بالمئة فقط من التلاميذ تلقوا تكوينا تربويا يحسسهم بمخاطر التدخين وأضراره على صحة الإنسان. من جانبه أكد الطبيب بن معين عبد القادر طبيب منسق للأمن الوطني لناحية الغرب وهران، في تصريح صحفي، أن هذه المبادرة التي أطلقتها المديرية الجهوية للأمن العمومي لوهران، تهدف في مضمونها إلى تحسيس وتوعية موظفي الأمن بآثار التدخين القاتلة، خصوصا وأن هذه الآفة بدأت تأخذ أبعادا خطيرة في الجزائر وبالتحديد في عدة مؤسسات عمومية، من بينها جهاز الشرطة، ومن ثمة فإن هذه الحملة التي تدخل في إطار، تجسيد تعليمات المديرية العامة للأمن الوطني، جاءت في سياق توعية رجال الشرطة والعمل على توفير الإطار الصحي الملائم، حتى يمارسوا مهاهم في ظروف مناسبة، حيث تم توجيه الدعوة لأطباء ومختصين في ذات المجال، من أجل توضيح وإبراز الآثار السلبية التي يخلفها التدخين.