العرض العام على خشبة علولة أفريل المقبل كشف المخرج مولاي ملياني محمد مراد للجمهورية ، عن عرض مسرحي جديد يعكف على تحضيره بعنوان "الغلطة"، من إنتاج المسرح الجهوي عبد القادر علولة، و تأليف الكاتب سعيد فحصي، في أول تجربة له في الكتابة المسرحية، خارج المسلسلات التلفزيونية، التي اشتهر بتأليفها، و قد صرح المخرج أن ما شده في هذا النص، بعدما وافقت عليه لجنة القراءة، هو الموضوع في حد ذاته، الذي يعكس الواقع بكل أبعاده، و يصور قضايا ومشاكل المجتمع المزمنة، كما أنه موضوع متكرر و صالح لكل الأزمنة، باعتبار أن أحداثه تدور حول قصة زوج شاب، يتخبط في جملة من المشاكل، اجتهد المخرج مولاي ملياني في طرحها على الخشبة بشكل مغاير، حيث إختار مدرسة من أجل تحقيق غايته، إلا أنه رفض الكشف عنها في هذا اللقاء، و اكتفي بالقول أن هذا العرض، يندرج في خانة المسرح المعاصر، الذي يتميز بالحركة و الحيوية و الرقص و التلقائية و العفوية على الخشبة، من خلال كوميديا هادفة تحمل بعض اللمسات الدرامية، و قد حرص أيضا بالتعاون مع الموسيقي زامي محمد، على التركيز على المؤثرات الصوتية، وتمكن من هندسة مشاهد المسرحية، مع فريق عمل يضم عددا من الموسيقيين و السينوغرافيين، و توصلوا إلى تحضير 40 بالمائة من مشاهد المسرحية، التي ستكون جاهزة للعرض، خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل. من جهة أخرى، أكد المخرج في معرض حديثه، أنه خصص جزءا هاما من عمله في بداية تعامله مع الممثلين المحترفين، الذين اختارهم لتجسيد أدوار المسرحية، للجانب النظري و التكويني، بالتعاون مع مساعده في الإخراج عبد الحفيظ بوعلام، حيث قاما بتسطير برنامج، يتضمن حصصا نظرية وأخرى للقراءة على الطريقة الإيطالية، و كذا بعض التمارين التي توافق رؤيته الإخراجية لهذا العرض، حتى تسهل المهمة للممثل من أجل تقمص الدور المسند إليه بكل سهولة، لا سيما فيما يتعلق بتجسيد الأنا العميق بالنسبة للشخصية المحورية، و عن قصة العرض أشار مساعد المخرج " عبد الحفيظ بوعلام " ، أن أسلوب كتابة هذا النص يقترب إلى "سيتكوم"، باعتبار أن مؤلفه متخصص في هذا النوع من النصوص، و هو ما دفعهم لإجراء بعض التعديلات، دون المساس بمضمون النص أو روحه، أو الرسائل التي أراد الكاتب أن يقدمها من خلال هذا النص، و جعله أقرب إلى أسلوب الحوار المسرحي و المفردات الموسيقية المختارة، حيث يصور هذا العرض الجديد، تخبط الأزواج الشباب الجدد في مشاكل عدة، و عدم قدرة ربة البيت على التوفيق بين حياتها الزوجية و عملها، فبعد سنة من الزواج يتعرض زوجان إلى ضائقة مادية، منها صعوبة تسديد كراء المنزل الذي يأويهما، و مصاريف المعيشة، و هو ما يجعل أم الزوجة تلح على ابنتها، بضرورة خروجها إلى العمل، طالما أنها تحمل شهادة، لتحسين وضعهما المادي، لكن الزوج و رغم أنه أستاذ في الثانوية، يعترض ذلك، خوفا من أن يلحق خروج زوجته إلى العمل، اختلالا في حياتهما و يؤثر على علاقتهما، تتسارع وتيرة الأحداث، بطريقة تجعل الزوج يرضخ إلى مطلب زوجته، غير أنه يقع ما توقعه منذ البداية، حيث تجد الزوجة صعوبات جمة في التوفيق بين عملها و مهمتها كربية بيت، فتستعين بخادمة بعد إلحاح من أمها، و من هنا يبدأ المسرح المعاصر في البروز، من خلال الصراع بين الواقع و الخيال، و مساءلة الذات و الضمير، في قالب هزلي سلس.