أدرجنا رقصات افريقية للانفتاح على العالم انتظروني في عرض جديد للقراقوز على ركح سعيدة نملك 500 دمية في متحف " غنجة " بسيدي بلعباس أكد المخرج قادة بن شميسة أنه لا توجد في الجزائر قاعات خاصة بمسرح العرائس، باستثناء قاعة واحدة في بجاية ،التي صمّمت خصيصا لهذا الفن العالمي ، مشيرا إلى ضرورة تنظيم مهرجانات دون لجان تحكيم أو فتح مسابقات، وتكريسها فقط لتقديم العروض على غرار مهرجانات العرائس الدولية ،كما أوضح في التصريح الحصري الذي خص به جريدة الجمهورية أول أمس على هامش تقديم عرضه الجديد " البلغة الخضراء" بوهران أنه يملك مشروعا هاما مع المسرح الجهوي لسعيدة يتعلق بإخراج عرض للقاراقوز رفقة المؤلف حسان كافي، هذا إلى جانب تفاصيل أخرى تابعوها في الحوار التالي : الجمهورية : كيف جاءت فكرة عرض " البلغة الخضراء" ؟ قادة: العرض هذا جاء بعد تجربة طويلة في مسرح العرائس، كللت بإنجاز العديد من المسرحيات، كما أن "البلغة الخضرة" هي نتاج ادماج عرض العروسة الإيطالية "لابوراتيني" والعروسة الخيطية و القفازية، و مسرح الأشياء، التي أعدت توظيفها من أجل سرد حكاية "سي ربوحي" الذي هو أنا، لإستعراض رحالاته عبر العديد من البلدان، رفقة "البلغات" التي كان لا يستغنى عنها أينما ذهب، كما اعتمدت على "الفلاش باك" لإستحضار كل سفرياته الكثيرة عبر العالم، حيث كان يحرص على اقتناء دمى من كل البلدان، التي حط بها الرحال للذكرى، فالعرض هو بمثابة سفر خيالي لاكتشاف ثقافات الآخر مختلفة، هناك عدة عروض برمجت لهذ المسرحية، في إطار جولة فنية عبر الوطن، كما سنشارك أيضا في مهرجان "أورياك" بفرنسا، و الذي شاركت فيه السنة الماضية كحواتي، حيث سنقدم " البلغة الخضرة " باللغة الفرنسية و الإسبانية كذلك، و لدي أيضا مشروعا آخر مع المسرح الجهوي لسعيدة ، لإخراج عرض في مسرح العرائس من تأليف حسان كافي. الجمهورية : كيف وظفت التراث في هذه الرحلة الاستكشافية الفنية ؟ قادة : لقد اشتغلت كثيرا على التراث خلال مساري الطويل في مسرح العرائس، فهذا ينصب في صميم اهتماماتي كمخرج و مؤلف مسرحي أو كحكواتي أيضا، حيث سبق لي أن قدمت عرضا يعرف بالتراث الفني الجزائري و الرقصات الشعبية التي تميز كل منطقة على حدة، حيث عرض 120 مرة أمام الجمهور داخل و خارج الوطن، كما عرض في إيطاليا و فرنسا و الأردن و تركيا و المغرب و تونس، و شاركنا به أيضا عدة مهرجانات دولية، وهو ما دفع فرقة تعاونية مسرح الديك، إلى فتح متحف "غنجة" للعرائس بسيدي بلعباس، يتضمن نحو 500 دمية من مختلف أنحاء العالم، دلك أننا عمدنا إلى إدراج رقصات إفريقية في عروضنا، لأننا نريد أن نكون منفتحين على العالم . الجمهورية : كيف تصمم شخصيات عروضك و ما هي التقنيات التي تعتمد عليها في ذلك؟ قادة : بالنسبة لي فكرة العرض هي التي تولد الشخصيات و تساهم في خلقها، و باعتباري حكواتي وممثل و أمارس الرقص التعبيري و الكلاسيكي ، غير أن ارتباطي بالعرائس كان منذ الطفولة، و أول مدرسة تلقيت فيها أبجديات هذا الفن، كانت في الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي تعتبر مدرسة عريقة بالنسبة لي، و قد سمحت لي الظروف بالتكوين في الخارج، و أشرفت فيما بعد على العديد من الدورات التكوينية في هذا الفن داخل الوطن، هناك قاعد أعمل بها، إن إنجاز أي عرض جديد، يقتضي بالضرورة إضفاء أشياء جديدة على العرائس، فهي بالنسبة لي أشياء حية، و عادة ما أحرص على استعمال تقنيات جديدة، التي تأتي عن طريق الممارسة و الأبحاث المتواصلة، و أيضا من خلال المشاركة في المهرجانات العالمية، و منها على سبيل المثال تصميمي لعروسة برأسين، تتحرك ب 25 خيطا، وأعتبر هذا إبداعي الخاص و بصمتي في هذا المجال، لأن العرائس قبل كل شيء هي أشياء فنية و نظرية و تربوية. الجمهورية : هل ارتقى مسرح العرائس ببلادنا إلى المستوى المطلوب والمرموق؟ قادة : هناك مبادرات لا يستهان بها، و هناك أيضا حركة مسرحية، و مهرجان للعرائس بعين تموشنت ، لكن للأسف الكثير من أعضاء لجان تحكيمه، ليست لديهم أي علاقة بمسرح العرائس، لا من بعيد و لا من قريب، و هم بهذا يضرون هذا الفن أكثر مما ينفعونه، أنا أرى بأنه يجب تنظيم هذا المهرجان دون تنصيب لجنة التحكيم أو فتح مسابقة، و أن تكرس التظاهرة للعروض فقط، و هي الطريقة التي تعمل بها كل مهرجانات مسرح العرائس الدولية في الخارج، ، مشكلتنا في المغرب العربي، هو أن لدينا نظرة خاطئة عن مسرح العرائس، لأننا نظن أنه موجه للأطفال فقط، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فهو منذ البداية كان موجه للكبار، بدليل مسرح القراقوز و أكتيفالز في أربعينيات القرن الماضي، و في فرنسا غيغنول من إبداع لورون مورغي، حيث كان هذا الفن وسيلة للتعبير عن الطبقة الكادحة و غيرها من القضايا، و هو ما دفع نابوليون الثالث إلى منع هذا المسرح، و أيضا مسرح شاتلي في الإتحاد السوفياتي سابقا في البيتروشكا، و بالتالي كانت هناك دائما ممنوعات ، إذن العرائس هي أداة للتواصل، لكن المشكل في الجزائر يكمن في عدم وجود قاعات خاصة بمسرح العرائس، باستثناء قاعة واحدة في بجاية، التي صممت خصيصا لمسرح العرائس.