أبطلت جهيزة قول كل خطيب ، و حدث الطلاق بدون رجعة بين الحركة الوطنية و النضال السياسي و تأكد رواد العمل السياسي أن عهد مهادنة فرنسا قد انتهى و أن هذه الأخيرة لم تعد في حاجة إلى السواعد الجزائرية من أجل تحريرها من النازية و لابد من نضال بالجهاد بعد أنم أثبت النضال السياسي عقمه ، ليس هذا فحسب بل وقع الشرخ عميقا بين المعمرين الفرنسيين و الشعب الجزائري الذي اكتمل لديه الوعي بضرورة الاستقلال طال الأمد أو قصر . لم يعد قادة الحركة الوطنية يطالبون لا بالإدماج و لا بنصيب الشعب في المجالس المنتخبة و لا شيء سوى حزم الأمتعة نحو ثورة كبرى قادمة لا مجال فيها للخطأ و لا بد ان تنتصر . بعد اصدار قانون العام في 09 مارس 1946 وإطلاق سراح زعماء الحركة الوطنية م تأسيس أحزاب جديدة هي امتداد للأحزاب السابقة تفاديا لأي تجاوزات من طرف السلطة الاستعمارية وكغطاء قانوني شرعي لمواصلة النضال مثالاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري" الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري و أسسهفرحات عباس" فرحات عباس بعد خروجه من السجن حيث كانت تعبئة المناضلين من النخبة الجزائرية حول برنامج بيان الجزائر الذي صدر في 1943 وعند تأسيسه أصدر بيانا فضح فيه السياسة الاستعمارية .وقد كان يسعى إلى تحقيق مصير الجزائر عن طريق إصلاحات تدريجية دون قطع الصلة بفرنسا عن طريق "دستور الجزائر" مشروع دستور الجزائر لتحقيق ذلك. لا ادماج لا اصلاح و ظهرت جمعية العلماء المسلمين التي استأنفت نشاطها بعد مؤتمرها الذي كان في جويلية 1946 ووسعت برامجها لكن بقيت تمثل التيار المحافظ بعيدا عن اي توجه ثوري. ثم حركة الانتصار للحريات الديمقراطية و هي امتداد لحزب الشعب الجزائري تأسست في 02 نوفمبر 1946 بعد عودة مصالي الحاج من منفاه في (الكونغو) اعتمدت كحزب علني قانوني شرعي مع الحفاظ على حزب الشعب كجناح سري. كما اندلعت أزمة حركة انتصار للحريات الديمقراطية]خلال المؤتمر الثاني للحركة المنعقد في أبريل 1953 في ساحة بشارت "الجزائر" الجزائر )وكان الجو مشحونا بالخلافات ينذر بالانفجار وذلك نتيجة لتأثير اكتشاف المنظمة الخاصة من طرف الشرطة الفرنسية و سلبية القيادة اتجاه المناضلين الذين كانوا في المنظمة الخاصة. و ازداد حزب الشعب الجزئري الذي كان أول من نادى بالاستقلال الوطني اقتناعا بعد مجازر ماي 1945 بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وأن استرجاع الاستقلال الوطني لا يوهب وإنما يفتك من خلال اللغة التي يفهمها الاستعمار ومن هذا المنطلق فإن مجازر ماي قد عززت من تصميم مناضلي هذا الحزب على عكس تيارات أخرى للاستعداد والتحضير للتعجيل باندلاع ثورة مسلحة كما تكونت في 23 مارس 1954 بمدرسة "الرشاد" التابعة لحركة انتصار للحريات الديمقراطية ب بقيادة محمد بوضياف اللجنة الثورية للوحدة و العمل وضمت اعضاء المنظمة الخاصة منهم بن بولعيد و العربي بن مهيدي" العربي بن مهيدي و رابح بيطاط .لكن التنظيم السري كان يمثلالنواة ويتخذ القرارات المناسبة .. لقد استطاعت هذه الفئة من الحركة الوطنية التي لم تعد تطالب فرنسا بمطالب تجاوزها الوقت و النضال أن تفجر الثورة المسلحة في فاتح نوفمبر 1954 باسم جبهة التحرير الوطني التي استطاعت أن تجند وتنظم وتعيد اللحمة الوطنية من خلال مسيرتها في مواجهة الاستعمار تدعمه الآلات الجهنمية بمؤازرة الحلف ألأطلسي ولم يبق أمام التنظيمات الأخرى مثل البيانالجزائري أو جمعية العلماء وغيرها إلا أن تحل نفسها ويلتحق من آمن من أعضائها بجبهة التحرير الوطني بصفة فردية وعلى هذا السبيل سارت جبهة التحرير الوطني لتجبر فرنسا بعد سبع سنوات ونصف من الثورة المسلحة والكفاح المرير على الرحيل .