لم يخرج المخرج جعفر قاسم في عمله الكوميدي الجديد " بوزيد " كثيرا عن أجواء " جمعي فاميلي " التي عرفت نجاحا كبيرا لدى العائلات الجزائرية، خصوصا عندما اختار صالح أوقروت بطلا لسلسلته الفكاهية إلى جانب كوكبة هامة من الممثلين المعروفين على رأسهم القديرة فاطمة حليلو، هذه الأخيرة التي لازالت تحافظ على لهجتها القسنطينية في جل أعمالها الفنية التي يبدو أنها تصب جلها في الطابع الكوميدي ، فالمتتبع لسيت كوم " بوزيد " يلمس الجهد الواضح الذي بذله جعفر قاسم في تقديم مادة رمضانية دسمة تستطيع أن تشد انتباه المشاهد من أول حلقة، لاسيما بعد اعتماده على ديكور جميل و ألوان تسر العين و تبعث الطمأنينة في قلب المتفرج، والأهم من ذلك أن المخرج حاول من خلال هذه الإنتاج أن يميط اللثام عن اليوميات العادية للمواطن الجزائري و المواقف التي يعشيها بين ضغط الحياة و متطلباتها و بين مسؤوليته نحو أسرته و أبنائه، كل هذا يدفعنا إلى التساؤل كيف أصبح هذا النوع من الأعمال الكوميدية يحتل الصدارة في اهتمامات المشاهد الجزائري و حتى العربي لاسيما في شهر رمضان ، وهل حان الوقت كي تحال المسلسلات الاجتماعية و الدرامية إلى التقاعد تاركة المجال للكوميديا ، هذه الأخيرة التي صار المشاهد يحتاجها بقوة في ظل ما يعشيه من أحداث موجعة في وطنه ومن ضغوطات اقتصادية و اجتماعية في حياته العادية ؟ ، لكن ما هو أكيد أن جعفر قاسم لن يتخلى أبدا عن السيت كوم بعد التجربة الناجحة التي خاضها في ناس ملاح سيتي ، جمعي فاميلي و سلطان العاشر ، ولربما تعامله الدائم مع صالح أوقروت زاد من فرص تربعه على عرش الدراما الرمضانية في كل مرة .. و للجمهور رأيه الخاص .