قال نشطاء حقوقيون في حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا، إن دبابات الجيش قصفت منطقة سكنية بحي باب عمرو، أمس الأربعاء، في وقت دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، نظام الأسد إلى وقف الاعتقالات الجماعية للمحتجين المناهضين للحكومة والاستجابة لدعوات الإصلاح. أما السلطات السورية فقد أعلنت بدورها عن مقتل جنديين وإصابة خمسة آخرين في كل من حمص ودرعا، أثناء اشتباكات مع من وصفتهم ب''عصابات مسلحة''. وبدخول حمص قائمة المدن المناهضة للأسد، تسير الأمور للتعقيد، برأي مراقبين. وقال الناشط الحقوقي، نجاتي طيارة، لوكالة رويترز، إن حمص اهتزت بأصوات الانفجارات جراء قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة. وقال شهود عيان في حمص إن منطقة ''باب عمرو'' السكنية تعرضت لقصف شديد بقذائف الدبابات والمدفعية، في ساعات الصباح الأولى من أمس الأربعاء. وذكر أحد سكان المنطقة ل''بي بي سي'' أن حي باب عمرو محاصر منذ أربعة أيام، وقد قطعت عنه المياه والكهرباء والإغاثة الطبية. وأضاف المتحدث أن مواجهات وقعت بين قوات الأمن السورية وسكان الحي الذين قاوموا ببنادق الصيد التي بحوزتهم. وفي سياق متصل، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأمن السوري اعتقل المعارض البارز مازن عدي، القيادي في حزب الشعب الديمقراطي والتجمع الوطني الديمقراطي. وقال المرصد ومقره بريطانيا، في بيان أمس الأربعاء، ''إن اعتقال عدي يُعتقد أنه تم على خلفية تصريحاته الإعلامية، ولا يزال مصيره مجهولاً''. ومن جهته، قال رامي مخلوف، ابن خال الأسد ورجل الأعمال المتهم بالفساد في سوريا، لصحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية، إن ''عائلة الأسد لن تستسلم وسنبقى هنا وسنقاتل حتى النهاية.. يجب أن يعلموا أننا حين نعاني فإننا لن نعاني بمفردنا''. ويخضع مخلوف وشقيقه، وهو ضابط كبير بالشرطة السرية، لعقوبات أمريكية خاصة منذ عام 2007 بتهمة الفساد. سياسيا، أعلنت السلطات السورية عن تشكيل لجنة مهمتها إعداد مشروع قانون جديد للانتخابات العامة خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين. وعلى الصعيد الدولي، ناشد الأمين الأممي، بان كي مون، الرئيس بشار الأسد السماح بدخول عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة ومراقبي حقوق الإنسان إلى مدينة درعا بجنوب سوريا. وأضاف بان كي مون، في مؤتمر صحفي بجنيف، ''أحث الرئيس الأسد على أن يمتثل لدعوات الشعب للإصلاح والحرية وأن يوقف الاعتقالات الجماعية للمتظاهرين المسالمين ويتعاون مع مراقبي حقوق الإنسان''. وتابع قائلا: ''أشعر بخيبة الأمل، لأن الأممالمتحدة لم يسمح لها بعد بدخول درعا وأماكن أخرى''. وفي هذه الأثناء، أطلقت دول غربية، تتقدمهم بريطانيا، محاولة جديدة لحمل مجلس الأمن الدولي على إدانة سوريا ''بسبب قمعها للمتظاهرين المعارضين''.