*تكريمات ومعارض حول التراث »السراوي« إن الصّدى الذي تركه مهرجان الأغنية السطايفية على المستوى المحلي والوطني خلال الطبعات السابقة أعطى لعاصمة الهضاب العليا بُعدا فنيا كبيرا تجلى بوضوح من خلال تثمين هذا التراث الغنائي الأصيل المستوحى من تراث »السّراوي« الذي ظل مصدر إلهام العديد من مطربي الأغنية السطايفية على غرار المرحوم »السعيد مهنتل« ونور الدين السطايفي و»بكاكشي الخيّر« وغيرهم من الأسماء الفنية التي سطع نجمها في سماء هذا المهرجان الذي تم ترسيمه في مارس 2008 بقرار صادر عن وزارة الثقافة التي عيّنت الأستاذ »محمد زيتلي« محافظا له ومشرفا على جل النشاطات والقرارات المتخذة ضمن هذه التظاهرة التي تعدّ مكسبا حقيقيا لمدينة عين الفوّارة التي احتضنت في رحابها على مدار ثلاث سنوات هذا العرس الفني والثقافي المميز. ولأن المهرجان كان فرصة لإكتشاف المواهب والطاقات الشابة وكذا الأصوات الرائعة في أداء الأغنية السطايفية فقد اتخذت العديد من الإجراءات لضمان نجاح هذه التظاهرة من خلال إنشاء جوق الموسيقى السطايفية يضم أفضل العازفين على مختلف الآلات الموسيقية وهذا ما يسمح بتعزيز الساحة الفنية وتدعيمها بهذه الفرقة التي رفع عدد عناصرها إلى أكثر من 50 عنصرا بين عازفين وعازفات معظمهم لهم علاقة بالموسيقى دراسة أو تدريبا ، وقد تم جمعهم بناء على عامل التميز والمعرفة المطلقة بالعزف الموسيقي الخاص بالأغنية السطايفية، حيث كان عدد العازفين في الطبعة الأولى يقدر ب 35 عازفا ليتم تعزيزهم ب 15 عازفا آخرين، وهو ما لاقى إستحسانا كبيرا من طرف أبناء مدينة عين الفوّارة الذين باركوا هذه الخطوة وشجعوا الهدف النبيل الذي تسعى إليه وزارة الثقافة لتطوير الأغنية السطايفية والحفاظ على هذا التراث العريق لمنطقة الهضاب العليا. وليس هذا فحسب بل إن محافظة المهرجان أبت إلا أن تخلد أسماء كبار الفنانين الذين ساهموا في ترقية هذا النوع من الطبوع الموسيقية الجزائرية من خلال تكريمها في جل الطبعات الفنية لهذه التظاهرة حيث وقف جمهور ولاية سطيف بكل احترام ومحبة ليحتفي بأعمال العملاق الكبير ورائد الأغنية السطايفية دون منازع »السعيد مهنتل« وهو الذي سميت على إسمه الجائزة المخصصة للمتنافسين المحترفين ، إضافة إلى المرحوم »عباس رزيق« والعميد »الطاهر قوفي« دون أن ننسى الفنان الذي ساهم بكثرة في إبراز الأغنية السطايفية »بكاكشي الخيّر« والنجم »نورالدين السطايفي« وكذا المطرب »سمير بلخير« المعروف بسمير السطايفي والمرحوم الشاب إلياس وغيرهم من الوجوه الفنية التي كرّمها المهرجان في طبعاته الثلاث واحتفى بأعمالهم الراقية والخالدة في سجل الأغنية السطايفية التي لا زالت تغنّى بالأعراس والأفراح من طرف الشباب السطايفي. ومن جهة أخرى ودائما في إطار التكريمات فإن محافظة المهرجان لم تهمل العنصر النسوي المؤدي للأغنية السطايفية حيث تم تكريم العديد من المطربات على غرار الفنانة المرحومة »مريان فوزية« التي حمل إسمها جائزة المتنافسين الهواة في المهرجان إضافة إلى »زيري يمينة« المعروفة بإسم »الغالية« دون أن ننسى فرقة »السعادة« التي تعتبر أقدم فرقة موسيقية في عالم الأغنية السطايفية على الإطلاق وكذا فرقة »النصر« وغيرهم من الذين ساهموا في تطوير هذا اللون الغنائي المنبعث من عمق الحضارة السطايفية، كما كان هذا التكريم أيضا فرصة هامة لحضور هؤلاء العمالقة بالمهرجان والإلتقاء مع الجمهور السطايفي الذين استمتعوا بالأغاني السطايفية التي ألهبت مشاعرهم وحلقت بهم في عوالم الفن السطايفي الأصيل. وللإشارة فإن مهرجان الأغنية السطايفية قد تم توسيعه على مستوى ثلاث مناطق بولاية سطيف وهي »عين أزال« و»بوقاعة« وكذا منطقة »العلمة« مع تنظيم معارض فنية منوعة خاصة بالأشرطة والصور الفوتوغرافية الخاصة برواد الأغنية السطايفية وكذا معرض كبير للآلات الموسيقية التقليدية المستخدمة في هذا اللون الفني التراثي ومعارض خاصة بالحرف التقليدية والفنون الشعبية لمدينة عين الفوّارة.