ستعيش مدينة سطيف أبتداء من يوم الخميس القادم ولمدة أسبوع على وقع مهرجان الأغنية السطايفية في طبعته الثانية بهدف تثمين وإعادة الاعتبار لهذا التراث الغنائي. حيث أشار مدير الثقافة ومحافظ المهرجان السيد محمد زتيلي إلى أن الهدف من هذه التظاهرة هو الحفاظ على الأغنية المستوحاة من التراث السراوي التي تعدت شهرتها حدود الوطن والتعريف بهذا النوع الغنائي الأصيل الذي ظل مصدر إلهام لهذا النوع الموسيقي الخاص بمنطقة الهضاب العليا. كما أن هذا المهرجان الذي تم ترسيمه في مارس 2008 من شأنه أن يسمح للأجيال القادمة بالاستلهام من هذا النوع الموسيقي الذي وجد طريقه إلى قلوب الشباب خاصة، فضلا عن دراسته على غرار باقي الأنواع الموسيقية التي تصنع تراث الثقافة الجزائرية. وحسب السيد زتيلي فإن التحضيرات جارية حاليا على مستوى محافظة المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية السطايفية للتحضير لهذا الموعد، حيث تم توسيع جوق المهرجان -الذي تم تأسيسه لأول مرة في الطبعة الأولى- إلى أكثر من 50 عازفا وعازفة على مختلف الآلات الموسيقية بالإضافة إلى مجموعة صوتية وذلك بعدما كان أعضاء الجوق لا يتجاوز 35 موسيقيا فقط. سيتنافس خلال هذه التظاهرة للفوز بالجوائز المالية الكبرى، التي رصدتها محافظة المهرجان لهذا الغرض والتي بلغت قيمتها 1,4 مليون دينار، 60 مرشحا بين هواة ومحترفين تأهلوا في التصفيات الأولى والثانية التي جرت سابقا. وتم اختيار اسم الفنانة الراحلة فوزية مريان لإطلاقه على جوائز الهواة، وهي الفنانة التي قدمت الكثير للأغنية السطايفية قبل وفاتها عام 1999، في حين ستحمل الجائزة الثانية التي خصصت للمحترفين اسم الفنان الراحل السعيد مهنتل. وسيتخلل التظاهرة أيضا تنظيم معرض للأشرطة والصور الفوتوغرافية الخاصة برواد الأغنية السطايفية على غرار الراحلين نور الدين السطايفي وعباس رزيق وذلك ببهو دار الثقافة إلى جانب معرض للآلات الموسيقية الحديثة والتقليدية. كما سيتم بالمناسبة وطوال هذه التظاهرة تنظيم ندوات حول تاريخ الأغنية السطايفية بالإضافة إلى "قعدات" ليلية بين المهتمين بهذا النوع من الغناء فضلا عن تكريم بعض الوجوه الفنية التي قدمت الكثير في مجال الأغنية السطايفية.