يعرف التلفزيون الجزائري منافسة حادة مع القنوات الفضائية التي باتت لتستقطب المتفرج الجزائري، سيما بعد موجة القنوات العربية الموجهة بشكل خاص لجمهور المغرب العربي، فما كان من التلفزيون الوطني، إلا أن يكثف من إنتاجه كما وكيفا من أجل التمكن من الإحتفاظ بمتفرجيه والسعي الدائم نحو التطور التقني والتأهيل العالي وقد كان لابدّ من إعادة تأهيل اليد العاملة لإحداث النقلة من النظام القديم الى الحديث خصوصا ما يتعلّق بالرقمنة ويستمر السباق ضد الزمن من طرف مؤسسة البحث من أجل رقمنة تجهيزاتها وشبكتها. ويبدو أنه حان الوقت كي تتكيف التلفزة الجزائرية مع التنظيم الجديد وبعض القنوات الموضوعاتية في انتظار فتوحات أكبر من وصف »اليتيمة« الذي ظل يعاكسها طيلة سنوات وحتى الآن ويجب التأمل أنه وصف يطلف في منابرنا للإدانة، بينما تظل كلمة اليتم بنوع الأسى والأحزان، ومبعث العطف والحنان، يمكن فهم هذه المفارقة من باب من »الحب ما قتل« ونزولا عند ضرورة قسوة المحب لسلامة المحبوب. في حين لا يكتمل الحديث عن التلفزيون الجزائري من دون معرفة وجهة نظر المعني الأول بكل ما تبثه القناة الوطنية، ولا نقصد بذلك الأطراف القائمة على سير مؤسسة التلفزيون، بل المتفرج الجزائري مع العلم ان الإجماع حالة تكاد تكون مستحيلة، حاولنا جس نبض الشارع الوهراني بالخصوص. ومن أجل التقرب من شارع مدينة وهران بخصوص تلفزيونه، كانت لنا جولة في الولاية من خلال عينة عشوائية ظمت مختلف الشرائح العمرية والجنسية ومن مستويات إجتماعية وثقافية عديدة، كانت بمثابة الصدى الذي يتركه التلفزيون الجزائري لدى مشاهديه. وقد كانت الأسئلة التي طرحناها محدّدة ونفسها التي تم طرحها على كل المستجوبين وذلك في سبيل الحصول على أجوبة متجانسة وهذا الأسئلة التي وجهت حول برامج التلفزيون الجزائري وأنواع من البرامج التي تحرص على متابعتها في التلفزيون الوطني ومدى متابعة نشرة الأخبار والفترات الأكثر مشاهدة لبرامج التلفزيون. ومع أننا لم نكن ندرك المنحى الذي ستأخذه الإجابات الا أن المفاجاة كانت من خلال تقديم الانتقادات لكن بمجرّد الشروع في طرح الأسئلة تتضح الرؤية، ليبدو التعلق الكبير الذي يبديه المتفرج ازاء قناته ومن أمثلة ذلك فتيحة طالبة بالثانوية كانت ضمن خانة من يشاهد التلفزيون في شهر رمضان الكريم حيث تؤكد هذه الشابة أن التلفزيون مازال مقصرا في برامج الشباب. أما محمد أستاذ بالثانوي لا يتجاوز الثلاثين يؤكد على متابعة الدورية لكل البرامج الرياضية على مدار الأسبوع إلى جانب متابعته لنشرة الثامنة التي يعتيرها البرنامج الثابت في يومياته وأصدقائه. في حين السيد جلال وحرمه فوزية موظفان يؤكدان بالرغم من كل ما يقال من إنتقاد للتلفزيون الوطني إلا أنها تظل قناة العائلة بالدرجة الأولى ، أما السيدة ربيعة ماكثة بالبيت تؤكد أن البرامج الدرامية الجزائرية شهدت نقلة نوعية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك فإن الأجوبة أكدت على أن للتلفزيون الجزائري مكانة الصدارة بالنسبة لفئة كبيرة من المواطنين وبشكل عام فإن الأجوبة بينت أن مكانة التلفزيون تتراوح ما بين الصدارة والمهم التي لا يمكن الإستغناء عنها.