يتوفر السجل التاريخي والتراثي لتندوف على نماذج عديدة من المحطات ومكونات ذاكرة المجتمع التندوفي ، ولعل من أبرز ما تنفرد الجمهورية بنشره على صفحاتها هو المصحف المخطوط الذي عثرنا عليه عند أسرة الحاج الحسن بويدة بحي موساني السفلي ، ونظرا لأهمية هذا المخطوط الفريد قمنا بزيارة للحاج الحسن الذي حدثنا مطولا عن ما تحمله صفحات المصحف الذي خطه والده بيده وهو عبارة عن تحفة تراثية تتظافر فيها كل عوامل الإبداع ومظاهر الزخرفة ، حيث امتزجت فيه الألوان والزخارف . حكايتنا مع البحث عن مصحف الزيرق الرما طويلة بدأت مع الحاج الحسن أين عرض علينا المصحف ذا الأوراق الصفراء التي لم تعبث بها السنون وبقيت محافظة على أصلها، وعن سر ذلك / صرح الحسن بان زيرق الرما هو العينين التي يرى بهما ، وهو ميراث والده سيد احمد الذي أوصاه بالعناية به لكن رغبة الحاج الحسن في نشر تجربة النسخ التي دأب عليها مدرسو القرآن أي الطلبة القدامى وكان سيد احمد ببا من بينهم دفعته تلك الرغبة يقول الحسن، إلى وضع المصحف ضمن خزانة الكتب بمسجد موساني العتيق، وما لبث وسحبه لكثرة الطلب عليه وهنا يقول الحسن / خفت على زيرق الرما / ولمصحف زيرق الرما حكاية أخرى في الزمن الماضي أين تم اختفاؤه وهنا يقول الحاج الحسن أنه ضاع إثر سقوطه من المتاع والأثاث الملقى على ظهور الجمال ضمن قافلة ، وكم ملك الحسن الحزن لضياع المصحف غير أن بعض البدو الرحل الذين كانوا يجوبون الصحاري عثروا على المصحف ملقى على الأرض وتأكدوا فعلا أنه مصحف زيرق الرما فقاموا بإرجاعه للحاج الحسن ، ومهما تعددت حكايات المصحف إلا أنه يمثل درجة عالية من النسخ الذي دأب عليه أهل تندوف منذ القدم ويحتاج هدا المصحف يقول الحاج الحسن إلى طبع وتوزيع للتعريف به، كما أن الحسن يرفض تسليمه باعتباره ذاكرة جده كما يقول ، ويحفظ المصحف في حافظة جلدية مزخرفة من إنتاج الحرفيات المحليات . والى أن ينشر هذا التراث المكتوب ضمن دوريات ووثائق تحفظه وتوسع دائرة الإطلاع عليه يبقى مصحف زيرق الرما يشغل حيزا صغيرا ضمن خزنة حديدية ضمت نماذج من الوثائق والعبر.