تعرف محلات الأكل السريع و الفاست فود كما يطلق عليها انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة لاسيما في الأسواق و الأماكن التي تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين حيث تقدم هذه المحلات العديد من الوجبات السريعة كالمحاجب و البيتزا و الكرانتكا و غيرها من الأكلات الشعبية الرخيصة الثمن التي يلجأ إليها العديد من محدودي و متوسطي الدخل إضافة إلى الأطفال خاصة المتمدرسين الذين يقصدون هذه المحلات فورا بعد خروجهم من الدراسة كعادة جديدة اكتسبها هؤلاء تشبه الإدمان على هذه المحلات و عن السبب وراء التهافت على هذه المطاعم فهو راجع بالدرجة الأولى إلى تغير تركيبة الأسرة الجزائرية فبعد أن كانت الأم تحضر الغذاء في البيت أصبحت اغلبهن الآن لا تفعل ذلك بحكم الخروج للعمل و حتى الماكثات بالبيت أصبحن يبعثون بأولادهم إلى هذه المحلات بحجة ضيق الوقت و البحث عن كل ما هو سهل معرضين بذلك فلذات أكبادهم و أنفسهم إلى مخاطر جمة من المضاعفات الصحية و هو المر الذي يشير إليه و يحذر منه عشرات الأخصائيين يوميا بالتحذير من التردد على هذه المحلات و هو ما يسمونه بالظاهرة الغير صحية التي قد تتسبب في بعض الأمراض لدى فئة الأطفال خاصة و لعل أهم هذه الأمراض و إن لا يأبه به البعض هو مرض البدانة أو السمنة المفرطة التي تؤدي إلى شعور دائم بالتعب لدى الطفل فيفقد حيويته و الرغبة في اللعب و النشاط لينتهي به الأمر إلى الانطواء و الانعزال عن أقرانه مما يولد عنده نوع من العدوانية اتجاه الغير هذا حسب ما شرحته لنا السيدة ع.ليلى مختصة في طب الأطفال إضافة إلى مرض هشاشة العظام الذي ينتج غالبا عن الإكثار من شرب المشروبات الغازية و التي تصاحب دوما هذه المأكولات السريعة أما الأخطر فهو التسمم الغذائي الذي يحدث بصفة مفاجأة دون إنذار مسبق نتيجة تناول مادة ملوثة تتسبب في اضطرابات معوية و فيزيولوجية نظرا لعدم احترام شروط النظافة و الحفظ في هذه الأمكنة. و هو الأمر الذي لمحناه يبدو جليا في العديد منها خلال جولتنا في سوق المدينةالجديدة أين طغت نسبة هذه المحلات عن غيرها حيث وجدنا ظروفا كارثية من الطاولات و الأواني المتسخة و الأطعمة المعرضة للذباب و الحشرات دون حفظها في المقابل وجدنا هذه المحلات ممتلئة عن آخرها و هو ما يفسر عدم اهتمام المستهلك بصحته ونقص إدراكه للنتائج الوخيمة التي قد تحدث له و في نفس الوقت يشكل ذلك عامل تشجيع لهؤلاء الباعة الذين يستغلون هذه الظروف لتحقيق اكبر الأرباح . ليبقى المواطن البسيط يحصد وحده تلك المخاطر حيث تظهر كل سنة أرقام خطيرة حيث سجلت المصالح الطبية بوهران قرابة المائة حالة للتسمم الناتج عن تناول مواد غذائية غير صالحة نسبة كبيرة منها سجلت خلال فصل الصيف أين ترتفع درجة الحرارة مما يتطلب شروط خاصة للحفظ و تفاديا لكل ذلك دعا العديد من المختصين إلى ضرورة تغيير العادات السيئة بعادات صحية كتناول وجباتهم في البيت من مكونات غذائية سليمة و مفيدة و هو ما اعتبروه مسؤولية الآباء و الأمهات بان يبتدئوا بأنفسهم قبل كل شيء لان غالبية الأطفال يكتسبون عاداتهم من الأولياء