تسود ولايات الغرب الجزائري هذه الأيام حرارة غير عادية فاقت ال40 درجة لاسيما بالولايات الداخلية على غرار الشلف، معسكر وكذا سيدي بلعباس وتلمسان ولم تسلم المدن الساحلية كذلك من هذه الموجة الشديدة من درجة الحرارة، حيث بلغت أول أمس بوهران وحسب مصادر من مصالح الرصد الجوي حوالي 35 درجة فيما تعدت سقف ال36 و37 درجة ببعض الولايات المجاورة للباهية وهران على غرار مستغانم وكذا سيدي بلعباس، فيما بلغت درجة الحرارة بمعسكر حوالي 38 درجة، بل وحتى 40 درجة بمدينة الشلف و42 بالبيض والنعامة وحتى بشار وأكثر من 50 بأدرار، وقد جاء في نشرية مصالح الأرصاد الجوية أن هذه الحرارة ستظل مرتفعة بهذه الولايات المذكورة وكذا بباقي ولايات الوطن، الأمر الذي سيزيد من نسبة إقبال المواطنين على الشواطىء، حيث ينتهز الكثير منهم هذه الفرصة لكي يجابه موجة الحرارة الخانقة التي تضرب هذه الأيام جميع ولايات الوطن، وقد شهدت المدن الساحلية تدفق العديد من المصطافين ومن مختلف ولايات الوطن، حيث نذكر على سبيل المثال لا الحصر ولاية وهران، التي امتلأت معظم شواطئها بالمصطافين إذ يكفي أن تلقي نظرة خفيفة على معظم الحظائر المتواجدة بهذه الشواطىء، لتجد تنوع اللوحات الرقمية للسيارات المتوقفة بهذه الاماكن، حيث هناك سيارات قادمة من معسكر إلى وهران، وهناك كذلك مركبات من سيدي بلعباس وكذا تيارت وحتى النعامة وبشار فضلت أن تنجو بجلدها من لهيب درجة الحرارة التي تضرب ولايات الوطن هذه الأيام، وأما العائلات التي لا تستطيع أن تتنقل إلى هذه المدن الساحلية لقضاء عطلتها الصيفية كباقي العائلات الأخرى فإنها تفضل البقاء في منازلها للإنتعاش بنسمات المكيفات الهوائية التي تعد أحسن وسيلة لمواجهة »سعير« درجة الحرارة المرتفعة لاسيما بالمدن الداخلية التي يفضل سكانها المكوث في البيوت والانتظار إلى غاية انقضاء صلاة العصر، لتخرج العائلات رفقة أبنائها لتقوم بالتفسح والتجوال في مختلف الشوارع الكبرى التي تفتح محلاتها أمام المواطنين تشهد مختلف محلات بيع المثلجات إقبالا كبيرا من قبل المواطنين ولاسيما الأطفال منهم، حيث يجدون في هذه المثلجات متعة ونشوة تنسيهم درجة الحرارة الملتهبة التي عادة ما ترتفع في شهر جويلية وكذا أوت. ومن جانب آخر، شهدت تجارة المكيفات الهوائية هذه الأيام إقبالا منقطع النظير، حيث زاد الطلب عليها بشكل جنوني لاسيما وأنها أضحت إحدى الوسائل التكنولوجية التي تمكن الناس من مجابهة هذا القيظ الذي يرتقب أن يظل مستمرا طيلة شهر جويلية وكذا أوت حسب ما ذكرته مصالح الأرصاد الجوية في بلادنا وعلى صعيد آخر ولتجنب وقوع إصابات هذه الأيام، نصح العديد من الأطباء المواطنين بضرورة الجلوس ولوقت طويل تحت أشعة الشمس وكذا الإكثار من شرب الماء وتناول الفواكهه لاسيما وأنها تتوفر على كمية كبيرة من الماء، وتجنب استهلاك المواد السريعة التلف كالحلويات وكذا مختلف الأجبان والمشروبات الغازية المعروضة بطريقة عشوائية في الأسواق، مخافة من وقوع حالات تسمم خطيرة، لاسيما وأن فصل الصيف يكثر فيه الطلب وبحدة على هذه المواد المذكورة آنفا. تخوفات من ارتفاع الحرارة في رمضان وعلى صعيد آخر، زادت حدة التخوفات لدى الكثير من المواطنين أن تستمر هذه الحرارة إلى غاية شهر أوت وهو الشهر الذي يتزامن وحلول شهر رمضان الفضيل حيث تزيد هذه الحرارة الملتهبة من عطش الصائمين الذين يقضون يوما كاملا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس دون أكل ولا شراب ولكن حسب بعض العارفين ولاسيما كبار السن الذين سبق لهم وأن قضوا شهر رمضان في فصل الصيف، فإن هذا الشهر المعظم تنزل فيه الرحمة وتسود فيه البركة ولا خوف على الصائم من هذه القيظ وأن أجر الصائم سيكون في هذه الأيام الحارة كبيرا وأنه ينصح بإكثار قراءة القرآن وتجنب التنقل والتحرك إلا لأسباب معينة، والإكثار من استهلاك الفواكه لما تحتويه من مواد نافعة لجسم الإنسان.