أكد الروائي الجزائري واسيني الاعرج أنه يشارك الشباب بنزوله للحراك من كل يوم جمعة رفقة زوجته، مطالبا بالتغير الذي يمثل المطلب الأساسي لهذا الحراك الذي يستمر على امتداد شهرين، منوها بسلوك الشباب الذي أثبت حضاريته ووعيه بقضيته من خلال السلمية التي طبعت الحراك منذ أسبوعه الأول. قال الروائي واسيني الأعرج في حوار له مع موقع “العين الاخبارية” أنه ينتقل إلى الجزائر العاصمة أمسية كل خميس قادما من باريس للمشاركة في الحراك طوال يوم الجمعة ويعود الساعة 11 ليلاً إلى باريس مرة أخرى، مؤكدا انه يكرر هذا أسبوعياً، مشيرا انه الشعب الجزائري استطاع ابهار العالم وتغير نظرة الشعوب له بسلميتهم، خاصة وان ما يعرف على الجزائري أنه متهورا وميال للعنف، فإنَّهم ينزلون إلى الشوارع بشكل حضاري دون قطرة دم سالت ولا سيارة أحرقت. أما فيما يتعلق بالرئيس بوتفليقة فقال ” فأنا واحد من الذين انتخبوه وكنت أتوقّع ذلك الإنسان الذكي الذي يملك تاريخاً وشارك في الثورة ويتحدث 4 لغات ويعتبر أصغر وزير خارجية في وقته، أن يستجيب لخطاب الشعب، لكنه بعد 10 سنوات من السلطة عدَّل الدستور وفعل مثل الآخرين، وهوفي النهاية رئيس لم يتحدث إلى شعبه لمدة عهدة كاملة، 5 سنوات كاملة لم يتحدث بكلمة يا أخي هذا كيف يسير ببلد؟”. وبخصوص كتابته للرواية التاريخيّة رغم انتقاده لها في سابق قال “هناك بعض النقاد الذين يعلنون عداءهم للرواية التاريخيّة بوصفها سرداً للتاريخ ليس به أي إبداع، رغم أنّه في ظنّي أن كتابة الرواية التاريخيّة من أصعب أشكال الكتابة، وتعود صعوبتها إلى أنَّ المادة التاريخيّة تحتاج جهداً كبيراً في تحقيق موثوقيتها، وهذا لن يتم إلا بعد قراءة هذه المادة، وأتساءل هل هوالتاريخ الحقيقي فعلاً، أم هوما كتبه المسؤول الكبير؟، ففي كل حادثة أجمع بين الروايات، الرسميّة منها والغربيّة والشعبيّة، حتى أكوّن منظوراً شخصياً خاصاً بي، وأستطيع من خلاله أن أقول إنني وصلت إلى الحقيقة التي تساعدني في النص، لكن في الوقت نفسه دون أن أدعي أنَّها الحقيقة المطلقة”. وعن لغة الكتابة ومدى تشكيلها للهوية يقول الدكتور واسيني الأعرج”أن مسألة الهويّة لا تكتفي بالانتماء للأرض فحسب مثلاً، لأنّها تحتوي على بشر آخرين غير منتمين للجنسية نفسها، ولا الانتماء لثقافة لأن هذه الثقافة متاحة للجميع أيضاً، وهناك عناصر دوماً خفيّة في كل هويّة”. ومن جهة اخرى وفي حديثه بين التاريخ والموروث الثقافي يقول المتحدث “الموروث هوسياق عام وليس محددا في الزمان ويحتوي على كل عناصر المنتج الثقافي والحضاري، بمعنى أنَّه تدخل فيه الأشياء الفلكلورية والأغاني والموسيقى وما إلى ذلك، أما التاريخ فهوالموجز البشري في لحظة من اللحظات التاريخيّة، ماذا فعل البشر داخل هذه الرقعة؟ الصراعات بين السياسات والأحزاب والشخصيات إلى آخره، الصراع ضد المستعمر”.