أكدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة في أول تصريح بعد إستلامها مهامها، أنها ترفض ثقافة “التظاهرات ومهرجانات” بل تريد إرساء ثقافة تبني شخص المواطن الجزائري. قالت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة خلال مراسم تسليم واستلام المهام، بينها وبين وزير الثقافة بالنيابة، حسان رابحي، أن الثقافة تعني علاقة الانسان بمحيطه وشخصيته ووطنيته، مؤكدة “لا نريد ثقافة مظاهر ومهرجانات بل ثقافة تبني شخص المواطن الجزائري”. وترى وزيرة الثقافة الجديدة، مليكة بن دودة، أن الجزائر في أزمة لأن الثقافة في أزمة، والنهوض بها يستلزم النهوض بالقطاع. مثقفون يطرحون جملة من الاقتراحات لإنعاش قطاع الثقافة مازال خبر تعيين الحكومة الجديدة يثير اهتمام عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طرح مجموعة من المثقفين جملة من الاقتراحات يمكن أن تساهم في إنعاش قطاع الثقافة، الذي يعيش في أزمات متوالية مست جميع مجالاته، مراهنين على الوزيرة الجديدة مليكة بن دودة في تجسيد طموحهم الذي لا يتعدى النهوض بالقطاع وخلق حركية جديدة به. ومن جملة ما ورد من هذه الاقتراحات، فقد كتب الناقد والأكاديمي السينمائي جمال محمدي عبر صفحته بالفيسبوك وفيما يخص النهوض بمجال السينما، أن الوزيرة الجديدة مطالبة بإعادة هيكلة قطاع السينما، وإنعاش قطاع الإنتاج السينمائي من أجل إعادة الجمهور للقاعات، وذلك من خلال تجهيز 20 قاعة سينما على الأقل بكبريات المدن كمرحلة أولى، المساهمة في إنتاج 20 فيلما، وهنا يقصد بالأفلام التجارية الموسمية ذات ميزانية بسيطة وأغراض تجارية مقابل أن يتم تمويل هذه الأفلام بمساهمة الدولة وقطاع الدعم بنسبة لا تقل عن 70 بالمائة من ميزانية الفيلم للمساهمة في تمويل الأفلام، لوجود عامل الجمهور والشباك كمؤشر لنجاح الفيلم من عدمه، مؤكدا أن نتائج هذه الخطة الاستعجالية ستظهر على مردودية المدخول السنوي للسينما، وتكون السينما قد تدعمت ب 40 فيلما تم إنتاجه على مدار سنة، ما سيخلق آليات إنتاج جديدة ومخرجين ومنتجين فاعلين يمكن الاعتماد عليهم في بناء منظومة صناعة سينماتوغرافية حقيقية ومنتجة، وهذه الخطة تكون بالموازاة في البحث عن فضاءات وأماكن التصوير التي ستساهم في تقليل تكلفة الإنتاج وتسهيل ظروف التصوير، وبهذا يمكن حسبه أن ننتقل من الإنتاج السينمائي إلى الصناعة السينمائية والإشهار لها بآليات ومناهج حديثة لإيصالها للعالمية. ..على المؤسسة الثقافية الحكومية طرح مبدأ الشراكة الناجعة من جهته كتب الشاعر والكاتب الإعلامي عبد الرزاق بوكبة صاحب مشروع “المقهى الثقافي” بمدينة برج بوعريج ” بعد تراكمات من العوامل الموضوعية، منها مخلّفات العشرية السّوداء والسّياسات الثّقافيّة غير البصيرة على مدار عقود من الزّمن، بات قطاع واسع من الفنّانين، بمن فيهم فنّانو الشارع، يتهيّبون التواصل فنّيًا مع الفضاءات المفتوحة، بما أسّس لهوّةٍ مزعجةٍ بين الأفعال الفنّية والثقافية والمتلقّي الحرّ غير المؤطّر، حتّى وصلنا إلى مرحلة صرفنا فيها مالًا كثيرًا على نشاطات لا يحضرها إلا منّظموها. وهذا وجه من أوجه الفساد” مضيفا ” في ظلّ هذا الواقع، ترى أسرة المقهى الثقافي “برج بوعريريج” أنه حان الوقت لأن تتجاوز المنظومة الثقافية الوطنية بشّقيها المتعلقين بالنخبة والوصاية، هذا المقام البائس إلى مقام بديل يأخذ فيه الفعل الثقافي مصداقيته وجدارته بالدعم من مدى قدرته على الوصول إلى المواطنين، والمساهمة في تثمين وعي جميل قديم وصناعة وعي جميل جديد” متابعا قوله “لقد أثبتت الطرائق والتقنيات القديمة، في تسويق الفعل الثقافي فشلها الصّارخ، بحكم ترهلها وابتذالها وعدم تماشيها مع التحولات المختلفة وانغلاقها على إدارة غير مبتكرة ونخبة غير متجددة، وهو ما يجب القطع معه لصالح طرائق وتقنيات ووجوه جديدة تملك القدرة على الفعل المؤدي إلى التفاعل. وفي الأخير، قدم عبد الرزاق بوكبة اقتراحاته التي بدأها بضرورة تفعيل مبدأ الشراكة الناجعة، حيث تتحمل المنابر الناشطة والعارفة بالحاجات الثقافية للشارع زمام المبادرة في الميدان، على أن تتحمل الثانية زمام الدّعم، بعيدا عن منطق تبييض الأموال والاستعراض وخدمة الحاجات المرحلية الضيقة.