يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجزائر، الأسبوع المقبل، لبحث ملفات التعاون الثنائي وتنسيق المواقف إزاء قضايا إقليمية، تأتي ليبيا على رأسها، خاصة مع بروز الجزائروأنقرة مؤخرا بقوة في المعادلة الليبية. وكشفت مصادر دبلوماسية أن الرئيس أردوغان سيكون برفقته وفد وزاري هام في قطاعات التجارة والاقتصاد والتطوير العسكري، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال ومدراء كبرى الشركات التركية. وكان مقرراً أن يزور الرئيس التركي الجزائر في 26 ديسمبر الماضي عقب زيارته إلى تونس، لكن رئاسة الجمهورية لم تكن جاهزة لاستقباله، إذ كان الرئيس عبد المجيد تبون، قد تسلم مقاليد الحكم قبل ذلك بأسبوع فقط، ولم تكن الحكومة الجديدة قد تشكلت بعد. وفي السابع جانفي الجاري، وجه الرئيس عبد المجيد تبون دعوة إلى الرئيس التركي أردوغان لزيارة الجزائر، خلال استقباله وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، والذي أعلن حينها أنه تم قبول الدعوة. وعزز تقارب الموقف الجزائري والتركي إزاء الأزمة الليبية من التقارب السياسي، خاصة وأن تبون يبدي موقفا إيحابيا من أنقرة، إذ كان التلفزيون الرسمي قد التقط حديث الرئيس تبون مع وزير الخارجية التركي أوغلو وهو يقول له إن “تركيا دولة عظيمة لذلك فهي محسودة”. وساعد تزامن تحرك أنقرة ودخول الجزائر مربع الأزمة الليبية على إعادة التوازن إلى المعادلة السياسية في ليبيا، ودفع حفتر إلى قبول وقف إطلاق النار ووقف هجومه على العاصمة طرابلس. وكان الرئيس أردوغان قد زار الجزائر لثلاثة أيام في نهاية فيفري 2018، وتعد تركيا في الوقت الحالي أكبر مستثمر في الجزائر بمجموع 3.5 مليارات دولار، خاصة في مجالات البناء والبني التحتية، كما يتعاون البلدان في مجال الطاقة، حيث وقع المجمع النفطي “سوناطراك” في فيفري 2018 اتفاق شراكة استثمار في مجال البترو كيمياء مع الشركة التركية “بوتاس” لإنشاء مشروع في أضنة التركية بقيمة مليار دولار أميركي.