صباح الحرية .. انها الأقلام التي رأت النور كللت جميع الصباحات بالحرية والفكر والعنفوان .. وتكملة لما بدأه الأستاذ حسن العبادي بمبادرته الرائعة والتي أطلقها بتاريخ 30 تموز 2019 “لكل أسير كتاب” ها نحن أمام الكتاب الثاني .. كتاب يعطينا دفعة أمل للقاء كاتبه والذي كسر القضبان بقلمه وخرج له كتب ومقالات.. ليتنفس قلمه ويرى النور – علق ساخرا : قل لي كيف تتألم أقل لك من تكون – أجبته : بالأحرى قل لي كيف تقهر ألمك أقل لك من تكون بهذه الجملتين من رواية الكاتب الأسير كميل أبو حنيش في رائعته “وجع بلا قرار” ابدأ صباحكم وصباحي .. في هذه الرواية التي يصف فيها حالات من المشاعر وكيف للإحداث سواء السياسية او الاجتماعية وتأثيرها على المجتمع وعلى الاسرى في المعتقل .. وجدت ان أبدا بما اعتبرته حكمة .. قل لي كيف تقهر ألمك .. اقل لك من تكون .. الكتاب بأسلوب ادبي سردي .. ومن الأساليب الأدبية التي تنساب لتدخل قلبك وتحرك عقلك فما ان تبدأ القراءة حتى لا تستطيع ترك الرواية .. وكأنها سحر الكلمات والأسلوب فمتعتها بأننا نواجه المنا بقوة .. وكأن الاسر جزء منا ولكنه بقوة كلماته يواجهنا بأسرنا وداخلنا .. فشرحه للتقلبات الي مررنا بها يلامس ما لا نستطيع البوح به .. ببساطة لقد تحدث عنا وكيف خبأنا بداخلنا انتكاساتنا .. وسأكتب لكم بعضا من سطوره .. لتعرفوا كيف لكم ان تتركوا كتابا بهذه الروعة .. سلم قلمك الذي حررنا من داخلنا .. لماذا .. لماذا.. وقبل ان تعثر على الإجابة الصحيحة ، الإجابة الأكثر واقعية ومنطقية ستكون رحلتك نازفة ، هذا النزيف المتواصل هو بمثابة دفع ثمن باهظ حتى تعثر على إجابة وحينها تستنزف .. تعارف البشر على تسمية ذلك نضجا او تفهما او واقعية اوو اعتدالا.. ومهما تعددت المسميات فان التعريف الأكثر صحة وجدارة هو الهروب ، او بوسعك ان تسميه التخلي عن فكرة او حلم كنت تؤمن بهما .. اما في العمر الغض.. فعليك الاختيار بين نزيف سيقودك للنضج والاعتدال او مثابرة مجنونة للسباحة عكس التيار وفي كلا الحالتين يتعين عليك دفع تكلفة باهظة.. البقاء معجزة في أرض كنعان ، فشعب كنعان اعتاد الولادة من جديد بعد كل كارثة تحل به في التاريخ .. أمن أجل تلك المعجزة ابتكرت أسطورة العنقاء كرمز من رموز هذا الشعب وهو يعود للحياة من وسط الرماد والدخان والنيران.. أن يودع شهداءه بالزغاريد والأهازيج ان أراد لأجياله ان تحيا أمالها في قلب آلامها .. وان يبتسم وسط الألم ويقهر عدوه بالفرح والنشيد… وها هي رواية “وجع بلا قرار” للأسير كميل أبو حنيش(إصدار المكتبة الشعبيّة النابلسيّة) في طريقها من خلف القضبان إلى المكتبات والمعارض الدولية للكتاب.