قبل كشف وتفشي فيروس ” كورونا “، بدأت رحلة المعاناة الجديدة لعائلة الأسير حسام عدنان توفيق عابد بعدما أقدم الاحتلال على انتزاعه من بين الأسرى وعزله، وما زالت أخباره مقطوعة وأسباب عقابه مجهوله لتتفاقم معاناة عائلته بين التوتر والقلق من تفشي فيروس ” كورونا “، واستقبال شهر رمضان للعام السابع عشر على التوالي في غياب الذي يقض مضاجع والده الطاعنين في السن، ويقول شقيقه الأسير المحرر علام عابد ” بشكل مفاجأ ودون معرفة الأسباب، نقل شقيقي بداية لزنازين العزل في سجن ريمون ثم مجدو، ولا يتوفر لدينا أي معلومات عن مصيره وأوضاعه حتى اليوم، فقبل الغاء الزيارات بسبب الجائحة، رفضت ادارة السجون السماح لنا بزيارته “، ويضيف ” فشلت كافة الجهود للحصول على اجابات حول وضعه مما يثير خوقنا وقلقنا على حياته خاصة في ظل كورونا، فاذا كان الاحتلال يهمل الأسرى بشكل عام، فكيف بالمعزولين أمثال شقيقي الذين يحتجزون في ظروف تعتبر بيئة للمرض والخطر “، ويكمل ” كلنا نعيش حالة رعب وتوتر كبيرة على أوضاع حسام كافة الاسرى خلف السجون المظلمة والتي تشكل خطرا كبيرا على حياتهم بشكل مستمر “، ويكمل ” نناشد المؤسسات الدولية والحقوقية و نادي الاسير وهيئة الاسرى العمل والضغط على الاحتلال من اجل معرفة مصير شقيقي واخراجه بشكل فوري من العزل. فرحة منقوصة .. المحرر علام، الذي عاش تجربة الاعتقال خلف القضبان لمدة 3 سنوات ونصف، يؤكد أن ألم ومعاناة الأسرى تتفاقم وتتزايد في المناسبات خاصة خلال شهر رمضان، مشيراً الى تأثرهم رغم صبرهم ومعنوياتهم العالية بفقدان الأهل والحرمان من اجتماع الشمل، ويقول ” عشت تجربة المرارة والوجع في رمضان ونحن نستعيد الصور والذكريات ومشاعر الحنين والشوق للأهل، فلا يوجد من أصعب أيام شهر رمضان على كل أسير “، ويضيف ” لا تختلف الصورة في منزلنا، ففي رمضان تغيب الفرح والسعادة والبهجة عن منزل عائلتي في ظل غياب حبيبنا واخينا حسام”، ويضيف ” والدينا المريضين والطاعنين في السن، ما زالا يتنظران حريته قبل رحيلهما، 17 عاماً، عاشا في حزن وألم ووجع لاينتهي خاصة على مدار شهر رمضان حيث مكانه الفارغ لازال ينتظره ليجلس بينهم ويلتم شمل العائلة “، ويتابع ” اليوم،لانكهة لطعام أو شراب أو معنى لسعادة وفرحتنا ستبقى منقوصة لطالما حسام بعيد عنا، ونسأل رب العالمين أن يحميه وكل الأسرى ونفرح بانتصارهم على السجان وكورونا وعودتهم الينا قريباً. من حياته.. في بلدة كفردان غرب جنين، أبصر الأسير حسام النور بتاريخ /3 / 1980، ليكون الخامس في عائلته المكونة من 11 نفر ، ويقول شقيقه المحرر علام ” تلقى تعليمه بمدارس بلدتنا حتى أنهى الصف العاشر، ولشدة حبه لعائلته ولمساعدة والده، تحمل المسؤولية وتوجه للعمل في حيفا، لكن بعد اندلاع انتفاضة الاقصى، ولخوف عائلتنا على حياته في ظل الطوق والحصار وسياسات الاحتلال، خضع لضغوطها واضطر لترك العمل في الداخل، وعمل في مطعم بمدينة جنين. الاعتقال والهدم .. بشكل سري، انضم حسام لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، ولم تتمكن عائلته من معرفة دوره الفاعل بالمقاومة حتى اعتقل، ويروي شقيقه علام، تمتع بروح نضالية ووطنية عالية، شارك أبناء شعبه المسيرات والفعاليات الوطنية، لم يكن مطلوباً، لكن بعد اعتقاله في 25-9-2003، وانتهاء فترة التحقيق، علمنا أنه كان عضو في خلية سرية لحركة الجهاد الاسلامي، وشارك مع رفاقه الأسرى حالياً نهار السعدي ورامي سليط في عمليات ونشاطات فدائية دفاعاً عن ارضنا وشعبنا، ووجه له الاحتلال تهمة المساعدة في إيصال المجاهدة هبة دراغمة من طوباس لتنفيذ عملية في العفولة استشهدت خلالها، ويقول ” بعد فترة، تمكن الاحتلال من اعتقال حسام الذي احتجز رهن التحقيق في زنازين سجن الجلمة، وبعد التعذيب والعزل، حوكم بالسجن المؤبد 3 مرات اضافة ل50 عاما ونصف، وكنت وقتها خلف القضبان أيضاً “، ويكمل ” لم ينتهي عقاب الاحتلال، ففي تاريخ 14 / 7 / 2004، هدم الاحتلال منزل عائلتي، ليكون مصيرها التشرد وحياة المعاناة المستمرة التي طالت حسام بنقله بين السجون وفرض العقوبات التعسفية بحقه. التحدي بالتعليم .. بفخر واعتزاز، يقول المحرر علام ” استطاع شقيقي أن يتحدى السجن وعتمته، لينيره ويحوله لقلعة للصمود والنجاح، فاكمل تعليمه وحصل على على شهادة الثانوية العامة بنجاح، درس في الجامعة العبرية وباللغة العبرية تخصص العلوم السياسية ليتعرف على طبيعة وتفكير الاحتلال وحصل على شهادة البكالورويس “، ويضيف ” لم يكتفي بذلك، فاستثمر كل لحظة في السجن، فانتسب الى جامعة الاقصى في قطاع غزة، ليحصل على شهادة بكالوريوس ثانية في علم التاريخ، ولا يزال طموحا بحب العلم لدرجة انه يعكف على دراسة بكالوريوس اخر في جامعة القدس المفتوحة. زيادة الحكم … بعد سنوات من الصبر والانتظار، عاقب الاحتلال حسام باضافة خمس سنوات ونصف لحكمه، بتهمة تهريب اجهزة خلوية لداخل السجن لاستخدامها في الاتصال مع الاهل، ليصبح حكمه الفعلي المؤبد ثلاث مرات بالاضافة الى 55 عاما ونصف، ويقول علام ” كل هذه الممارسات لم تنال من عزيمته ومعنوياته، فواصل حياته التي كرسها لخدمة الآسرى، كما خاض عام 2014، اضرابا جماعيا مع الاسرى تضامنا مع رفيقه الأسير نهار السعدي لانهاء عزله وكافة المعزولين والذي توج بالانتصار على الاحتلال وادارة سجونه.
محطات وصور .. منذ 8 شهور، عاقب الاحتلال والدي الأسير الطاعنين في السن، ويقول علام ” تكثر صور المعاناة في حياة عائلتي منذ اعتقاله، واصعبها قرار منع والدتي رمزية ووالدي الذي تجاوز العقد الثامن من الزيارة ومما زاد الأمر سؤاً عزله وانقطاع أخبار حسام “، ويضيف ” لا يوجد كلمات تعبر عن حالة الوالدين وقلقهما من المرض وحلمهما الوحيد رؤيته حراً والفرح بزفافه، فلا يوجد في حياتنا سعادة حتى في المناسبات “، ويكمل ” لم تجف دموع والدتي عندما تزوجنا جميعاً وحسام خلف القضبان، اصبح لدينا 40 حفيداً لا يعرفون خالهم وعمهم إلا عن طريق الصور، فحتى أطفالنا معاقبين أمنياً ومحرومين من زيارته “، ويتابع ” رغم العزل والعقاب الذي ينفذه الاحتلال ضد شقيقي، ما زال صامدا في سجونه، وعيونه مفتوحة صوب دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس على امل بالحرية والخلاص من الاحتلال الذي طال امده ولكن فجر الحرية قد اقترب باذن الله تعالى، ونأمل أن نعيش معا في العيد القادم.