أحيت الأحد مختلف ولايات وسط البلاد الذكرى ال 60 لليوم الوطني للهجرة بتدشين مشاريع تنموية جديدة من شأنها تحسين الإطار المعيشي للسكان إلى جانب عقد ندوات تاريخية لسرد الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق المتظاهرين السلميين الذين خرجوا يوم 17 أكتوبر 1961 بباريس (فرنسا) للمطالبة بحرية وطنهم. وتخليدا لهذه الذكرى التاريخية تم اليوم على الساعة ال11 صباحا الوقوف دقيقة صمت عبر مختلف ولايات وسط البلاد ترحما على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية. وإحياء لذكرى أبطال تصدوا بشجاعة للعدو المستعمر في عقره داره، بادرت مديريتي المجاهدين و كذا الثقافة و بالتنسيق مع مصالح أمن ولاية البليدة بتنظيم ندوات تاريخية نشطها مجاهدون وأساتذة مختصون في التاريخ تطرقوا خلالها للجرائم البشعة التي إرتكبتها فرنسا في حق أبرياء ذنبهم الوحيد حبهم و تمسكهم بوطنهم الأم. وتم بذات المناسبة الإعلان عن انطلاق الموسم الرياضي و الشباني بملعب الشهيد زواغي زبير بعد سنتين من التوقف بسبب جائحة كورونا. وفي إطار المساعي الرامية إلى تخليد ذكرى بطولات هؤلاء الأبطال و تعريف الأجيال الصاعدة بهم، احتضن متحف المجاهد بأولاد يعيش معرضا لأحدث الإصدارات التي تؤرخ لأحداث الثورة التحريرية الحافلة بتضحيات و ببطولات شعب آمن باستقلال وطنه. وبولاية تيبازة، تميزت الإحتفالات بوقوف والي الولاية رفقة الأسرة الثورية و السلطات العسكرية و الأمنية بساحة الشهداء للمدينة وقفة ترحما على أرواح الشهداء قبل التوجه إلى دار الشباب لزيارة معرض تاريخي أقيم بالمناسبة فيما نظمت من جهتها ملحقة الديوان الوطني للثقافة و الإعلام معرضا ضم صورا فوتوغرافية لمجاهدات و مجاهدين إبان الثورة المجيدة. وتواصلت مراسيم الإحتفال بولاية الجلفة بتنظيم حفل تكريمي بدار الثقافة "بن رشد" لفائدة الأسرة الثورة، تخللته إقامة مداخلة حول الذكرى فيما نظم متحف المجاهد بالمناسبة ندوة تاريخية نشطها أساتذة جامعيون مختصون من قسم التاريخ بجامعة "زيان عاشور" عرجوا فيها على مظاهرات 17 أكتوبر 1961 التي أثبتت إرتباط المهاجرين الجزائريين بقضية وطنهم". وعقب وقوف السلطات المدنية والعسكرية دقيقة صمت ترحما على الشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، توجهوا نحو المسكن العائلي للأمين الولائي لمنظمة المجاهدين المجاهد الحاج مختار للإطمئنان على حالته الصحية ومقاسمته الإحتفاء بهذه المناسبة. بدورها، أحيت ولاية الشلف اليوم الذكرى ال60 لليوم الوطني للهجرة بتسطير برنامج ثري يتضمن معارض للصور والكتب التي ترصد أحداث 17 أكتوبر من عام 1961، وكذا ندوة تاريخية و شهادات حية لمجاهدين وعرض أفلام ثورية. واحتضن هذه الإحتفاليات التي حملت شعار "أكتوبر التلاحم .. درس في الوفاء" المتحف الوطني العمومي "عبد المجيد مزيان" وسط إقبال ملحوظ للمواطنين على فعاليات معرض الصور التي تبرز تضحيات الشهداء واستبسالهم في الذود عن الوطن، بينما شكل معرض الكتاب فرصة أمام الباحثين والمهتمين بالتاريخ للإطلاع على إصدارات متنوعة في هذا المجال. وبقاعة المحاضرات، نشط أستاذ التاريخ بجامعة حسيبة بن بوعلي، الطيب بوقرة، ندوة تاريخية تطرق فيها لدور الجالية الجزائرية بفرنسا في دعم الثورة التحريرية، تخللتها تدخلات وشهادات لبعض من أعضاء الأسرة الثورية بالمنطقة، ونقاشات أكاديمية مع أساتذة وباحثين. وينتظر أن يعرض ببلدية الزبوجة بالساحة العمومية بوسط المدينة في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، فيلم ثوري بعنوان "أسد الأوراس مصطفى بن بولعيد"، مع التأكيد على ضرورة التقيد بإجراءات البروتوكول الصحي الوقائي. وبذات المناسبة، تم بولاية عين الدفلى تدشين دار للشباب ببلدية البطحية الواقعة على بعد 75 كلم جنوب الولاية و الذي سيشكل فضاء لممارسة شباب و أطفال المنطقة لمختلف النشاطات الثقافية و الرياضية. كما أشرفت السلطات الولائية أيضا ببلدية الحسنية المصنفة كمنطقة ظل و الواقعة على بعد 12 كلم من عاصمة الولاية على فتح محاور من الطرق التي استفادت من أشغال التهيئة فيما تم أيضا تدشين مطعمين مدرسيين بمنطقتي ليريعا و ياسول. وبولاية تيزي وزو، دشنت جملة من المنشآت التربوية و الرياضية على غرار ثانوية خاصة جديدة ببلدية إفليسن بطاقة استيعاب تقدر ب300 مقعد بيداغوجي و مسبح جواري ببلدية مقلع فيما بادر المجلس الشعبي الولائي إلى تنظيم حفل لتكريم 96 بطل رياضي. من جهتها، احتضنت ولاية البويرة ندوة جهوية للمبادرة الوطنية "أحمي وطني" بحضور جمعيات وطنية و نقابات و منظمات تخللها إلقاء محاضرات تطرقت لمجازر 17 أكتوبر 1961 المصنفة كجرائم ضد الإنسانية فيما أجمع الحضور على ضرورة مواصلة الجيل الصاعد مسيرة أسلافهم بالحفاظ على اللحمة الوطنية.
وبولاية بومرداس تم تخصيص جزء من برنامج إحياء هذا اليوم التاريخي للجانب التنموي بوضع حيز الخدمة لبئر إرتوازي ببلدية سي مصطفى قصد تحسين تموين السكان بهذه المادة الحيوية.