رفعت أزيد من 30 عائلة بالمنطقة الثامنة في بلدية الشطية بالشلف شكوى إلى السلطات الولائية والقاضي الأول للبلاد مفادها امتعاضهم من سوء الظروف الإجتماعية التي يتخبطون فيها، وسياسة تهميش ينتهجها المسؤولون المحليون حيالهم. تعيش أزيد من 30 عائلة منذ أكثر من 10 سنوات جحيما لا يوصف، مثلما عبّر عنه بعض القاطنين في المنطقة الثامنة، ناهيك عن التهميش الذي فرض عليهم، ومن بين المشاكل التي أرقت كاهلهم افتقار المنطقة القصديرية لأبسط شروط العيش الكريم، وهو ما دفعهم لمراسلة السلطات المحلية مرات عديدة من أجل ترحيلهم لسكنات لائقة، فمساكنهم تشبه حاويات وصفائح حديدية مما شوهت المنظر الحضري للمنطقة. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل تعداه لتدهور قنوات الصرف الصحي التي باتت تنبعث منها روائح تسد الأنفاس ليجبروا على العودة إلى المطامير والحفر التقليدية، هذه الأخيرة تسببت في تسرب مياه القاذورات إلى الشوارع، وساهمت في انتشار الحشرات والبعوض. وهناك غياب مواقع خاصة لرمي القمامات زادت في تأزم الوضع جاعلة الحي يغرق في أكوام من النفايات، إضافة إلى مشكل الكهرباء وبمجرد الاقتراب من الحي تجد شبكة تشبه شبكة العنكبوت اختلطت الكوابل والأسلاك المنتشرة فيها بشكل فوضوي. ومن بين المتضررين هناك أكثر من 10 عائلات يربطها عداد كهربائي واحد، يشكل أكبر خطرا على حياتهم، وبمجرد توغلك بين أزقة الحي ستكتشف لا محالة حالة مزرية يعيشها السكان وستنطبع لديك صورة حرمان، وكأنهم لا ينتمون إلى جزائر العزة والكرامة، ولا حتى إلى ولاية الشلف. هذا الحي يمثل أبشع صورة للغبن الاجتماعي، وانتشرت الأمراض التي لا علاج لها وسط الأطفال وكبار السن الذين لا حول لهم ولا قوة. من جهة أخرى، يشكل انعدام المياه الصالحة للشرب أرقا للعائلات لصعوبة الحصول عليه، خصوصا خلال فصل الصيف، ما يضطرهم لاقتناء صهاريج بأغلى الأثمان أو التزود من المناطق المحاذية لهم. وطالبت العائلات المتضررة من الجهات الولائية بوضع حل لهذه المعضلة التي باتت تؤرقهم وتنغص حياتهم وضرورة انتشالهم من الحاويات الحديدية وترحيلهم لسكنات تليق بهم كبشر، وأشار سكان أحياء بلدية الشطية إلى مشكل الطرقات فهي كابوس يؤرق حياتهم على مدار السنة ،ففي فصل الصيف يتطاير منها الغبار، وفي فصل الشتاء تتحول الطرق إلى برك من الطين والأوحال، ما يصعّب على تلاميذ المنطقة الوصول إلى مدارسهم. وهناك مشكل آخر يتعلق بانعدام الإنارة العمومية التي أغرقت المنطقة في ظلمة حالكة، ما جعل السكان والتلاميذ على الخصوص يتخوفون من اعتداءات اللصوص.