أعلن وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي أن حل الأزمة في سوريا يجب أن يكون نابعا من السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي. قال صالحي، في مقابلة مع التليفزيون المصري بثها أمس، "إن موقف إيران من الأزمة السورية هو أن يكون الحل سوريّاً نابعا من السوريين أنفسهم وليس مفروضاً من الخارج ويعتمد على التعامل بواقعية مع المعطيات السورية التي تتحدث عن حكومة تمثِّل النظام مع وجود معارضة". وأضاف "يجب أن يكون الحل نابعا من التعامل مع كل منهما (حكومة ومعارضة سورية) دون وضع شروط مسبقة باستبعاد احدهما كشرط تنحي الرئيس (بشار) الأسد". وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن تفاؤله بشأن نجاح المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة السورية من خلال اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم كلا من مصر والسعودية وإيران وتركيا. واعتبر أن المحادثات الرباعية، التي غاب عنها الجانب السعودي في الجلسة الأولى التي عقدت أمس بالقاهرة، "تمثِّل البداية وستستمر أملاً في النجاح ومزيد من التشاور خاصة أن هناك نقاط اتفاق قوية يمكن أن تمهد للتفاهم حول نقاط الاختلاف". وحول العلاقات المصرية – الإيرانية، عبَّر وزير الخارجية الإيراني عن تطلّع بلاده لرفع درجة التمثيل الدبلوماسي بينها وبين مصر إلى مستوى السفراء لمواكبة تطور العلاقات بين البلدين بعد طول انقطاع "خاصة بعد نجاح الثورة الشعبية المصرية وانتخاب قيادة جديدة تعبر عن اختيار الشعب متمثلة في الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية". وأضاف ان البلدين، يمثلان قوة لا يستهان بها في المنطقة (الشرق الأوسط) ويمكنهما تبادل الخبرات والتكامل في مجالات عديدة خاصة السياحة والبحث العلمي. وحول المخاوف المصرية من نوايا إيرانية لنشر المذهب الشيعي في مصر، لفت صالحي إلى أن الدين الإسلامي عرف التنوع في المذاهب وانتشار هذه المذاهب في البلدان الإسلامية. وأضاف أن شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت اعتبر المذاهب الإسلامية 5 مذاهب منها المذهب "الجعفري" الشيعي إضافة إلى "الحنفية" و"المالكية" و"الشافعية" و"الحنبلية"، مشيراً إلى "علاقات وطيدة تربط بين إيران بتركيا التي يدين شعبها بالمذهب السني وتدفق السياحة الإيرانية عليها بأمان (ثلاثة ملايين سائح سنوياً)". وأردف قائلاً "لا يوجد أدنى شك أو شكوى تركية من محاولات إيرانية لنشر التشيع كما يتردَّد في مصر". وحول التهديد الإسرائيلي المستمر لبلاده، قال وزير الخارجية الإيراني "إن بلاده تأخذ كل التهديدات الموجهة لها على محمل الجد وتتحسب للرد القوى عليها، ولكنها تعتبر التهديدات الإسرائيلية تهديدات جوفاء لا ترقى للجدية وتطلق للاستهلاك الإعلامي لأن إسرائيل في وضع لا يسمح لها بالاعتداء على أي طرف خاصة بعد نتائج حربها على كل من لبنان وقطاع غزة". وزار المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس مخيما للاجئين السوريين في جنوب تركيا حيث التقى لاجئين للمرة الأولى منذ بدء مهمته في الأول من سبتمبر، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس. وخلال زيارته تحدث الإبراهيمي مع سكان مخيم التينوزو الذي فتح قبل 15 شهرا في محافظة هاتاي ويأوي حاليا حوالي 1300 سوري فروا من العنف في بلدهم. واطلع من المسؤولين المحليين الأتراك على ظروف معيشة اللاجئين واحتياجاتهم بينما تطالب تركيا بدعم الأسرة الدولية لتتمكن من استضافة السوريين. ولم يدل الإبراهيمي بآي تصريح للصحافيين خلال زيارته.