أكد البروفيسور إدريس عطية ،أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن الاستقبال الباهر والكبير الذي خص به رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون خلال زيارة العمل والأخوة لجمهورية مصر العربية. يعكس روح وعمق أواصر العلاقة التاريخية بين البلدين باعتبارها الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس إلى الخارج مباشرة بعد إعادة انتخابه لعهدة رئاسية جديدة للمنطقة العربية وهي تجيء في ظل ظرف إقليمي خاص جدا وشديد التعقيد بفعل العدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من سنة من قبل الإحتلال الصهيوني . وصرح البروفيسور عطية ، اليوم الاثنين ، خلال برنامج " ضيف الصباح "، على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية إن هذه الزيارة في غاية الأهمية بالنظر إلى التحالف الاستراتيجي و التاريخي العميق القائم بين الجزائر و القاهرة وهو من شانه أن ينعكس إيجابا على وحدة الصف العربي والتعاون بين الدولتين لحلحلة القضايا الشائكة في المنطقة العربية، وكذا تعزيز التنسيق والتشاور فيما يتعلق بالتزامات البلدين داخل الاتحاد الإفريقي وسبل العمل معا لمواجهة التحديات الجديدة بالقارة الإفريقية. وأضاف قائلا، "زيارة رئيس الجمهورية إلى القاهرة – ثم سلطنة عمان بدء من هذا الاثنين– كانت ضرورية في هذا التوقيت و تدخل في إطار التحرك عربيا من أجل تحقيق واستعادة التوازن في المنطقة العربية والتحرك معا لوقف العدوان على قطاع غزة عبر آليتين، الأولى و تتمثل في الجانب الإغاثى الإنساني عن طريق العمل على إدخال المساعدات لسكان غزة والثانية تتعلق بسبل التحرك المشترك لإيقاف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين من خلال الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي. وتابع عطية قائلا، " الزيارة هي أيضا ذات أبعاد شرق أوسطية بما فيها العدوان الصهيوني ضد لبنان واستمرار هذا الكيان في ضرب كل جبهات المقاومة في المنطقة بدء من غزة ووصولا إلى لبنان و اليمن، حيث لم تتوقف الجزائر عن المطالبة بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يضع حدا لهذه الحرب التوسعية و المدمرة لخيرات لمنطقة." كما شدد البروفيسور عطية، على القول ،"الجزائر تولي أهمية قصوى رفقة مصر للأمن القومي العربي و الذي ما فتئ يتعرض لانتكاسات عدة بسبب الأوضاع الخطيرة في عدد من دول الجوارومنها السودان حيث يوجد تطابق في وجهات النظر بين البلدين حيال هذه المسألة بدء من وقوفهما مع الحكومة والجيش السوداني ضد كل الأطراف و الجهات التي تسعى لتقسيم السودان من جديد مع الحرص في نفس الوقت على عدم التدخل في شؤونه الداخلية ." وبخصوص المعضلة الليبية،اعتبر البروفيسور، بأن هذه الأزمة كانت ملفا مركزيا في زيارة الرئيس عبد المجيد تبون للقاهرة و قال على وجه التحديد ،"الزيارة كانت فرصة لإحداث تقارب في موقف البلدين حيال هذه الأزمة على اعتبار أن الجزائر أقرب إلى الحكومة الشرعية في طرابلس بقيادة المجلس الرئاسي القائمة في الجهة الغربية من البلاد في وقت دأبت فيه مصر على مناصرة الحكومة التي شكلها مجلس النواب الليبي في بنغازي شرقي البلاد." واسترسل قائلا ، " أي تقارب جزائري -مصري سيؤدي إلى المزيد من التوافق بين الطرفين المتنازعين ويفتح الطريق أمام إجراء انتخابات تشريعية و رئاسية تمكن ليبيا من استعادة عافيتها السياسية و الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية و العودة لممارسة دورها في المنطقة العربية بما يحقق الرفاهية و الأمن و الاستقرار للشعب الليبي و كل المنطقة." وضمن هذا المجال ، توقع البروفيسور عطية بأن تقوم الجزائر بتحرك أكبر داخل مجلس الأمن الدولي خلال الربع الأخير من السنة الجارية لتسوية الأزمة الليبية و كذلك ضمن الإطار الثلاثي المستحدث للقمة التشاورية بين الجزائر و تونس وليبيا والمنتظرة قريبا بالعاصمة طرابلس."